نداء الحذر
خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجها إلى داره وقد مضى ربع من الليل ومعه كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ومحبيه فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت ويقرأ قوله تعالى: " * أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة
ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * بصوت شجي حزين فاستحسن كميل ذلك في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئا فالتفت صلوات الله عليه وآله إليه وقال: يا كميل لا تعجبك طنطنة الرجل إنه من أهل النار وسأنبئك فيما بعد فتحير كميل لمكاشفته له على ما في باطنه ولشهادته بدخول النار مع كونه في هذا الامر وتلك الحالة الحسنة ومضى مدة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل وقاتلهم أمير المؤمنين عليه السلام وكانوا يحفظون القرآن كما أنزل فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده يقطر دما ورؤس أولئك الكفرة الفجرة محلقة على الأرض فوضع رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وقال: يا كميل " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ القرآن في تلك الليلة فأعجبك حاله فقبل
کميل قدميه واستغفر الله وصلى على مجهول القدر.
📚بحار الأنوار ج ٣٣ - الصفحة ٣٩٩
نداء الحرب
عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت عليا عليه السلام على منبر
الكوفة، وهو يقول:
يا أبناء المهاجرين، انفروا إلى أئمة الكفر، وبقية الأحزاب
وأولياء الشيطان انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا
فوالله الذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه ليحمل خطاياهم إلى
يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا.
📚شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢ - الصفحة
١٩٤
قيس بن ابي حازم ما عجبه كلام امير المؤمنين صلاوات الله عليه
عن قيس بن ابي حازم قال: إني سمعت عليا يخطب على منبر الكوفة ويقول: انفروا إلى بقية الأحزاب، فأبغضته ودخل بغضه في قلبي
📚شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢ -
الصفحة ١٩٤_١٩٥
امير المؤمنين يشكو من اصحابه
أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها. وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر قولي، حتى أراكم متفرقين أيادي سبا. ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم. أقومكم غدوة، وترجعون إلى عشية كظهر الحنية عجز المقوم وأعضل المقوم. أيها القوم الشاهدة أبدانهم الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصى الله وهم يطيعونه لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار
بالدرهم، فأخذ منى عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ۷ - الصفحة ٧٠
لو تدعو إلى يوم القيامه على من أضلنا السبيل لكنا مقصرين في ذالك
امير المؤمنين يتكلم على ابو بكر و عمر و يذكر ظلامته
والعجب لما قد أشربت قلوب .
هذه الأمة من
حبهم وحب
من صدقهم وصدهم عن سبيل
ربهم وردهم عن دينهم، والله لو أن هذه الأمة قامت على أرجلها على التراب والرماد
واضعة على رؤوسها، وتضرعت ودعت إلى يوم القيامة على من أصلهم، وصدهم عن سبيل
الله، ودعاهم إلى النار، وعرضهم لسخط ربهم، وأوجب عليهم عذابه بما أجرموا إليهم
لكانوا مقصرين في ذلك وذلك أن المحق الصادق والعالم بالله ورسوله يتخوفان أن غيرا
شيئا من بدعهم وسننهم وأحداثهم عادية العامة، ومتى فعل شاقوه وخالفوه وتبروا منه
وخذلوه وتفرقوا عن حقه، وإن أخذ ببدعهم وأقر بها وزينها ودان بها أحبته وشرفته
وفضلته والله لو ناديت في عسكري هذا بالحق الذي أنزل الله على نبيه وأظهرته ودعوت
إليه وشرحته وفرته على ما سمعت من نبي الله عليه وآله السلام فيه ما بقي فيه إلا أقله
📚بحار الأنوار ج ٣٠ - الصفحة ٣٢٦
نداء الموت
امير المؤمنين يشكو من نفاق هذه الامه يشكو الى البنر
عن ميثم رضي الله عنه قال ثم قام وخرج، فاتبعته حتى خرج إلى الصحراء، وخط لي خطة وقال: إياك أن تجاوز هذه الخطة، ومضى عني وكانت ليلة مدلهمة، فقلت: يا نفسي أسلمت مولاك وله أعداء كثيرة، أي عذر يكون لك عند الله وعند رسوله ؟ والله لأقفون أثره ولأعلمن خبره وإن كنت قد خالفت أمره، وجعلت أتبع أثره فوجدته عليه السلام مطلعا في البئر إلى نصفه يخاطب البئر والبئر تخاطبه في فحس بي والتفت عليه السلام وقال: من؟ قلت میثم، قال: یا ميثم ألم أمرك أن لا تجاوز الخطة؟ قلت: يا مولاي خشيت عليك من الأعداء فلم يصبر لذلك قلبي، فقال: أسمعت مما قلت شينا؟ قلت: لا يا مولاي فقال: يا ميثم. وفي الصدر لبانات - إذا ضاق لها صدري نكت الأرض بالكف " وأبديت لها سري فمهما تنبت الأرض " فذاك النبت من بذري
📚بحار الأنوار ج ٤٠ - الصفحة ١٩٩-٢٠٠
و كانو يشكو و يقول اللهم اني قد
مللتهم و ملوني
و هذا وصلى الله على امير المؤمنين و
لعن الله قاتليه و ظالميه