تمجيد الأنوار في شرح توحيد الائمة الأطهار

Zioni Al-Zamili
0

 تمجيد الأنوار في شرح توحيد الائمة الأطهار


باب تنزيه الله عن الفعل


التوحيد : قال السائل : فله كيفية؟ قال : لا لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لا بد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه أنكره ورفع ربوبيته وأبطله ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ، ولكن لا بد من إثبات ذات بلا كيفية لا يستحقها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره ، قال السائل : فيعاني الأشياء بنفسه ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : هو أجل من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة لأن ذلك صفة المخلوق الذي لا يجئ الأشياء له إلا بالمباشرة والمعالجة ، وهو


تعالى نافذ الإرادة المشية فعال لما يشاء . (1)


الشرح : قال له السائل له كيفية ؟ فنفى ابا عبد الله عليه السلام الكيفية عن الله سبحانه وتعالى ، لان الكيفية جسمانيه للمخلوقين والله جل وعلى عن الكيفية ، ثم قال له ، فيعاني الاشياء بنفسه اي يعني يباشرها بنفسه ؟ فنفى ابا عبد الله عليه السلام ايضا المباشرة عنه جل وعلا لانها صفة جسمانيه ايضا للمخلوقين ، فالمباشره يحتاجها المخلوق حتى يباشر الاشياء بنفس وليس الله الذي ليس كمثله شيء جل وعلا من ان يباشر الاشياء بنفسه ،


والفعل الأول الذي هو منغير حركة ولا سكون هو امر غييبي لا يمكن لعقولنا القاصره.


عن امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في دعاء الصباح : يا من دل على ذاته بذاته ، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ، وجل عن ملائمة كيفياته . (2)


الشرح : تنزه عن مجانسة مخلوقاته ، المجانسة بين شيئين يجب ان يكونان مخلوقان ، والله خالق كل شيء وليس كمثله شيء ، هو شيء لكن ليس كالأشياء هو بخلاف الاشياء المخلوقة ، معنى المجانسة هي المباشرة ، والمباشرة ( المجانسة تحصل بين جسمين ، والله ليس بجسم ولا بحال جسم ، لان حقيقة وجوده معنوية غيب منيع لا يدرك ، فشيئيته مختلفة عن شيئية مخلوقاته ، فجل وعلا الخالق من مجانسة مخلوقاته والا اذا حصلت


مجانسة (مباشرة) قد اثبتنا ان الله جسم ، واذا اثبتنا ان الله جسم يعني شبهناه بمخلوقاته ، وأصبحت شيئيته وماهيته بنفس شيئية وماهية خلقه ، وهذا كفر ومحال ، لان ابا عبد الله عليه الصلاة والسلام يقول أخرجه من حد التعطيل وحد التشبيه ، أي يعني حد التعطيل اي لا تنفي وجوده لانك لا تدرك ماهيته ، ولا تشبه ماهيته بخلقه ، انما اعرف الله بقدر عقلك ، لذلك نحن ننزه الله عن مجانسة مخلوقاته ، لأن شيئيته وماهيته بخلاف ما تدركه العقول والأوهام .


باب إعطاء الصفات الإلهية للخلق بأمره تعالى


مثال على ذلك ، خلق نبي عيسى عليه السلام للطير واحيائه الموتى بأمر الله قوله تعالى : أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير


مثال آخر ، وهو ان الله تبارك وتعالى قد فوض أمر خلق الكون لملك من الملائكة ملائكة جمع ان يخلق سبع سماوات وسبع ارضين بأمره تعالى :


ثواب الأعمال : عن أبي خالد الصيقل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عز وجل فوض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء ، فلما رأى الأشياء قد انقادت له قال : من مثلي؟ فأرسل الله عز وجل نويرة من نار . قلت : وما نويرة من نار ؟ قال : نار بمثل أنملة . قال : فاستقبلها بجميع ما خلق فتحللت لذلك


حتى وصلت إليه لما أن دخله العجب . (4)


شرح : ان الله فوض الأمر الى ملك من الملائكة ، أن يخلق سبع سماوات وسبع ارضين بأمره ، وان هذا الملك


قد دخل العجب في قلبه ، فأذاب الله كل ذلك مثل الشمعه ، نعود الملائكة هنا جمع وان الله فوض الأمر الى ملك من الملائكة ، هذا يعني وجود ملائكة اخريين لهم نفس الفعل وهو خلق الكون بأمر الله ومن الممكن لم يدخل في قلبهم العجب مثل هذا الملك الزنديق ، وكل هذا هو تنزيه الله عن الفعل والمجانسة .


باب المشيئة والإراده



واعلم أن الابداع والمشيئة والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة وكان أول ابداعه وارادته ومشيته الحروف ي جعلها أصلا لكل شئ ودليلا على كل مدرك وفاصلا لكل مشكل وبتلك الحروف تفريق كل شئ من اسم ت وباطل أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى وعليها اجتمعت الأمور كلها ولم يجعل للحروف في ابداعه ا معنى غير أنفسها تتناهى ولا وجود لها لأنها مبدعة بالابداع والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو السماوات والأرض والحروف هي المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها مدار الكلام والعبادات ها من الله عز وجل علمها خلقه وهي ثلاثة وثلاثون حرفا فمنها ثمانية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية ن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل على لغات السريانية والعبرانية ومنها خمسه أحرف متحرفه سائر اللغات .


عيون أخبار الرضا (عليه السلام): السناني عن محمد الأسدي، عن البرمكي، عن الحسين بن


الحسن، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة قال: قلت للرضا عليه السلام خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟ فقال عليه السلام لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة لأنك إذا


قلت : خلق الأشياء بالقدرة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء وهذا شرك، وإذا قلت: خلق الأشياء بقدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة (5).


الشرح: [ هذا القول يوافق قول امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغه في خطبته وهو ، و من وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزئه ومن جزئه فقد جهله ) (6). هنا نفس الشيء اذا قلت ان القدرة ازليه مع الله وخلق بها الله الاشياء ، فقد جعلت القدرة اله اخر مقترن بالله فأصبحوا الهين ، وانما التعبير عن فعل الله هنا هو وصفه بالقدرة وليس انه استعمل القدرة ( والوصف هو تعبير عن مفهوم فعل الموصوف مثل انك تجلس فالفعل انت فعلته - الامثال تضرب ولا تقاس - وبعده اتى الوصف عن ذلك الفعل الذي فعلته حتى تصل لنا الفكره انك فعلت هذا ، فأتى الوصف والذي هو الجلوس ، هل يعني انك بصفة الجلوس جلست ام انت بنفسك ؟ طبعا بنفسي فعلت هذا الفعل والوصف هو للفعل الذي فعلته - الامثال تضرب ولا تقاس - ) ، اذا قلت انه استعمل القدرة فقد جعلت شيئا آخر


مع الله ، فأصبحوا الهين ، والتوحيد الحقيقي ان الفعل الغيبي الذي لا نعرفه ولا نستطيع تحمله ، تم التعبير عنه بالقدرة حتى على الاقل تعرفه عقولنا القاصره . ]


التوحيد، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام أخبرني عن الإرادة من الله عز وجل ومن


الخلق فقال:


الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما من الله عز وجل فإرادته إحداثه


لاغير ذلك لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر، وهذه الصفات منفية عنه، و هي من صفات الخلق فإرادة الله هي الفعل لاغير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر، ولا كيف


لذلك كما أنه بلا كيف (7).


التوحيد في خبر الفتح بن يزيد عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الله إرادتين و مشيئتين إرادة حتم، وإرادة عزم ينهي وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت الله نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك إذ لو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة الله، وأمر


إبراهيم بذبح ابنه وشاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله عز


)8( وجل


بيان : ان الله ارادتين ارادة عزم وارادة حتم ، بشكل مبسط من دون تعقيد ، ارادة العزم ، هو ان يحدث الفعل بمشيئة المخلوق يعني بكامل ارادته المحتومه ، وارادة الله اي يعني بعدم تدخل الله لمنعه ، ودليل قوله : يا ابن ادم انا الذي جعلتك تشاء لنفسك بمشيئتي ، اذا قلنا ان الله قد تدخل في منع هذا الشيء هنا اصبح مفهوم قريب من الجبر ، او الجبر بعين ذاته ، والذي يقول بالجبر كافر ، مثال :


انت تريد ان تقتل شخص مثلا فأنت بكامل ارادتك - المحتومه والعزميه - انت تريد قتله ، فالفعل يحصل بعدم تدخل الله اي بارادة الله العزميه ، وبكامل مشيئتك.


ارادة الحتم هو ان يحدث الفعل بكامل مشيئة الله - وتجتمع به ارادة العزم وارادة الحتم وفي الاصل هو تقسيم المشيئة - مثل خلق الكون فهو فعل حدث بمشيئة الله وليس بمشيئة المخلوق ، اما آدم عليه السلام ، بعيدا عن ان فعله تمثيلي ، سنوضحه ، وهو ان الله مجرد نهى آدم عليه السلام من ان يأكل من الشجرة ، فادم خالف هذا النهي واكل منها ، من الذي اكل ؟ ادم ، اي يعني بكامل مشيئته ، هل تدخل الله بمنع ذلك ؟ لا طبعا ، هل الله يعلم بأن ادم سيفعل كذا وكذا ؟ نعم طبعا لكن الفعل حدث بارادة الله أي بعدم تدخله في هذا الفعل ]


التوحيد الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن أنكر قدرته


فهو كافر (9).


التوحيد ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن أبي إسحاق، عن عدة من أصحابنا أن عبد الله الديصاني أتى هشام بن الحكم فقال له: ألك رب ؟ فقال: بلى، قال: قادر؟ قال: نعم قادر قاهر، قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ فقال هشام النظرة فقال له: قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه فركب هشام إلى أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عليه فاذن له فقال يا ابن رسول الله أتاني عبد الله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك. فقال له أبو عبد الله عليه السلام عماذا سألك؟ فقال: قال لي كيت وكيت فقال أبو عبد الله عليه السلام يا هشام كم حواسك؟ قال: خمس فقال: أيها أصغر ؟ فقال الناظر قال: وكم قدر الناظر؟ قال: مثل العدسة أو أقل منها فقال يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى فقال أرى سماءا وأرضا ودورا وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: إن الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة، فانكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال: حسبي يا ابن رسول الله فانصرف إلى منزله، وغدا عليه الديصاني فقال له: يا هشام إني جئتك مسلما، ولم أجنك متقاضيا للجواب، فقال له هشام إن كنت جنت متقاضيا فهاك الجواب، فخرج عنه الديصاني فأخبر أن هشاما دخل على أبي عبد الله عليه السلام فعلمه الجواب، فمضى عبد الله الديصاني حتى أتي باب أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له، فلما قعد قال له: يا جعفر بن محمد


دلني على معبودي، فقال له أبو عبد الله عليه السلام ما اسمك؟ فخرج عنه ولم يخبره باسمه، فقال له أصحابه كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له: عبد الله كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد! فقالوا له: عد إليه فقل له. يدلك على معبودك ولا يسألك عن اسمك فرجع إليه فقال له يا جعفر دلني على معبودي ولا تسألني عن اسمي فقال له أبو عبد الله عليه السلام: اجلس . وإذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها - فقال أبو عبد الله عليه السلام ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها فقال له أبو عبد الله عليه السلام يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مانعة ؟ وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهب المائعة هي على حالها لم يخرج منها


مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، لا تدري للذكر خلقت أم للأنثى يتفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبرا ؟


قال: فأطرق مليا ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وأنك إمام وحجة من الله على خلقه، وأنا تائب مما كنت فيه (10).


- التوحيد ماجيلويه عن عمه عن البرقي، عن علي بن أبي أيوب المدني، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: هل يقدر ربك


أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لا


ينسب إلى العجز، والذي سألتني لا يكون. (11).


- التوحيد ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أيقدر الله أن يدخل الأرض في بيضة ولا تصغر الأرض ولا تكبر البيضة؟ فقال له: ويلك إن الله لا يوصف بالعجز


ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة؟ (12).


- التوحيد ابن البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد، عن البزنطي قال: جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال: هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة؟ قال: نعم وفي أصغر من البيضة، وقد جعلها في عينك وهي أقل من البيضة، لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها (13).


- التوحيد أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال: جاء قوم من وراء النهر إلى أبي الحسن عليه السلام فقالوا له: جنناك نسألك عن ثلاث مسائل، فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم، فقال: سلوا . فقالوا: أخبرنا عن الله أين كان، وكيف كان، وعلى أي شئ كان اعتماده؟ فقال: إن الله عز وجل كيف الكيف فهو بلا كيف وأين الأين فهو بلا أين، وكان اعتماده على قدرته فقالوا: نشهد أنك عالم.


قال الصدوق رحمه الله يعنى بقوله: " وكان اعتماده على قدرته " أي على ذاته لان القدرة من صفات ذات الله عز وجل. ثم قال الصدوق رحمه الله من الدليل على أن الله قادر أن العالم لما ثبت أنه صنع لصانع، ولم نجد أن يصنع الشئ من ليس بقادر عليه بدلالة أن المقعد لا يقع منه المشي، والعاجز لا يتأتى له الفعل صح أن الذي صنعه قادر، ولو جاز غير ذلك لجاز منا


الطيران مع فقد ما يكون به من الآلة، ولصح لنا الادراك وإن عدمنا الحاسة فلما كان إجازة هذا


خروجا عن المعقول كان الأول مثله (14).


- التوحيد أبي عن سعد عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المشيئة محدثة (15).


التوحيد الدقاق عن الأسدي، عن البرمكي، عن ابن أبان عن بكر بن صالح عن ابن أسباط


عن الحسن بن الجهم، عن بكر بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام علم الله ومشيئته هما مختلفان أم متفقان؟ فقال: العلم ليس هو المشيئة ألا ترى أنك تقول : سأفعل كذا إن شاء الله، ولا


تقول: سأفعل كذا إن علم الله، فقولك: إن شاء الله دليل على أنه لم يشاء، فإذا شاء، كان الذي شاء كما شاء وعلم الله سابق للمشيئة (16).


بيان لعل المراد المشيئة المتأخرة عن العلم الحادثة عند حدوث المعلوم، و قد عرفت أنه في الله


تعالى ليس سوى الايجاد، ومغائرته للعلم ظاهر. ويحتمل أن يكون المقصود بيان عدم اتحاد


مفهوميهما، إذ ليست الإرادة مطلق العلم إذ العلم يتعلق بكل شئ بل هي العلم بكونه خيرا وصلاحا ونافعا، ولا تتعلق إلا بما هو كذلك، وفرق آخر بينهما وهو أن علمه تعالى بشئ لا يستدعي


حصوله بخلاف علمه به على النحو الخاص فالسبق على هذا يكون محمولا على السبق الذاتي


الذي يكون للعام على الخاص، والأول أظهر كما عرفت. ]


- التوحيد ابن الوليد، عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن ابن حميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: لم يزل الله مريدا؟ فقال: إن المريد لا يكون إلا لمراد معه بل لم


يزل عالما قادرا ثم أراد (17).


- كتاب زيد النرسي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان الله وهو لا يريد بلا عدد


أكثر مما كان مريدا (18).


- التوحيد ابن الوليد عن الصفار، عن اليقطيني، عن الجعفري قال: قال الرضا عليه السلام المشيئة من صفات الافعال فمن زعم أن الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد. (19).


بيان : يعني أن من قال ان الله على مد الازليه - الازليه مفهوم - يشاء ويريد فهو ليس بموحد ، لانه اشرك بالله شيء آخر ، غير أن المشيئة محدثه وهي من صفات الافعال ، ومن قال انها من


صفات الذات فقد كفر ]


التوحيد ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن موسى بن عمر، عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام خلق الله المشيئة قبل الأشياء ثم خلق الأشياء بالمشيئة. (20).


- التوحيد أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه


السلام قال: خلق الله المشيئة بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشيئة (21).


بيان للروايتين : ابو عبد الله عليه السلام ، يريد ان يوضح ان المشيئة مخلوقه وليست ازليه ، وان الله قد جعل المشيئة - التي هي محمد واله سنتطرق اليها - واسطة بالخلق وذلك تنزيه له عن الفعل ، والمشيئة ماهيتها معنويه غيب منيع لا يدرك ، ولا نعلم كيفية خلقها ، لان الكيفية


غيبيه ، ولا يمكن للمخلوق التدخل بالغيب ..


الخالقية والرازقية لآل محمد عليهم السلام ]]


بعد ما عرفنا ان الصفات الالهيه كالخلق والاحياء وغيرها ، ممكن ان تعطى لعباد الله الصالحين ، وفي الحقيقة الصفه هي مجرد تعبير عن فعل الله الغيبي الذي هو من غير حركة ولا سكون ، اي مجرد ايصال للمفهوم عن هذا الفعل الذي لا تستطيع عقولنا تحمله ، فهذا الفعل قد امكن الله عباده الصالحين من فعله بأمره ( الملك الذي دخل في قلبه العجب هو مجرد امر تمثيلي ) ، لهذا يجب في البداية أن نعرف ان الامام المعصوم ممكن ان يعطى هذه الصفات من خلال


بعض الروايات : ]


عنه عليه السلام : والامام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام علي ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات زائد الحسنات عالم بالمغيبات خصا


من رب العالمين، ونصا من الصادق الأمين (22).


في هذه الرواية التي تصف الامام ، تبين لنا امران وهم ان الامام الهي الصفات ، ( الصفة هي مجرد تعبير عن فعل الله الغيبي ( وهذه الفعل قد امتلكه الامام بدليل قوله الهي الصفات ، فالصفه تعبر عن الفعل ، اي يعني الامام امتلك هذا التعبير عن الفعل الذي هو الصفة وبالاصل هو امتلك الفعل ، والصفة هي عبرت عن هذا الفعل الذي امتلكه الامام من الله بدليل قوله امر الهي ، لهذا بالمطلق الامام يمتلك أي شيء اتصف به الله لانه هنا لم يأت تقييد ، وامر الله غير مقييد ].


التوحيد ابن الوليد عن الصفار وسعد معا، عن ابن عيسى، عن أبيه، والحسين ابن سعيد ومحمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: أتنعت الله؟ قلت نعم قال : هات. فقلت: هو السميع البصير. قال : هذه صفة يشترك فيها المخلوقون. قلت: فكيف ننعته؟ فقال: هو نور لا ظلمة فيه، وحياة لأموت فيه، وعلم لا جهل


فيه، وحق لا باطل فيه، فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد (23).


- تفسير العياشي عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال، ولنا


كرائم القرآن (24).


- تفسير جابر الجعفي عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد الجعفي، عن ابي خالد الكابلي قال: قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام) لما سألناه عن هذه الآية (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين قال: «إن قنبرا مولى علي ( عليه السلام ) أتى منزله يسأل


عنه، وخرجت إليه جارية يقال لها فضة ، قال قنبر فقلت لها اين علي بن ابي طالب (عليه


السلام)، وكانت جاريته؟ فقالت: في البروج قال قنبر وأنا لا أعرف لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بروجا فقلت: وما يصنع في البروج ؟ قالت:


هو في البروج الأعلى، يقسم الأرزاق، ويعين الأجال، ويخلق الخلق، ويميت ويحيي، ويعز ويذل قال قنبر فقلت: والله لأخبرن مولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بما سمعت من هذه


الكافرة، فبينما نحن كذلك اذ طلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وانا متعجب من مقالتها، فقال لي: يا قنبر، ما هذا الكلام الذي جرى بينك وبين فضة . فقلت: يا أمير المؤمنين، إن فضة ذكرت يا قنبر، ما هذا الكلام الذي جرى بينك وبين فضة . فقلت: يا أمير المؤمنين، إن فضة ذكرت كذا وكذا، وقد بقيت متعجبا من قولها . فقال ( عليه السلام): يا قنبر وأنكرت ذلك؟ قلت: يا مولاي


أشد الإنكار.


قال یا قنبر ادن مني، فدنوت منه، فتكلم بشيء لم أفهمه


ثم مسح يده على عيني، فإذا السماوات وما فيهن بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كأنها فلكة او جوزة يلعب بها كيف ما شاء، وقال: والله إني قد رايت خلقا كثيرا يقبلون ويدبرون، ما علمت


ان الله خلق ذلك الخلق كلهم . فقال لي: يا قنبر» قال: هذا لأولنا وهو يجري لآخرنا، ونحن


خلقناهما، وخلقنا ما فيهما، وما بينهما، وما تحتهما قلت نعم يا أمير المؤمنين . ثم مسح يده العليا على عيني، فغاب عني جميع ما كنت أراه، حتى لم أر منه شيئا ، وعدت على ما كنت عليه من رأي البصر (25).


. عن أبي جعفر بن جرير الطبري، عن عبد الله بن محمد البلوى عن هاشم بن زيد قال رأيت


علي بن محمد صاحب العسكر وقد اتى باكمه فأبراه، و رايته يهيئ من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيطير، فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى عليه السلام فقال أنا منه وهو مني (26). -


بحار الأنوار: يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته وفوض إلينا أمور عباده فنحن نفعل باذنه ما نشاء ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا أردنا أراد الله ونحن أحلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده فمن أنكر شيئا ورده فقد رد على


الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار قال جابر يا سيدي ما أقل أصحابي قال عليه السلام هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك قلت يا بن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الألف إلى الألفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها قال عليه السلام يا جابر خالف ظنك وقصر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب قلت يا بن رسول الله ومن المقصر قال الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من امره وروحه قلت يا سيدي وما معرفة روحه قال عليه السلام أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره يخلق باذنه ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض ويفعل ما شاء وأراد قلت فرج الله عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح والأمر ثم قلت


يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحدا قال يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فاني أعرف منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا قلت إن فلان ابن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى وذلك أني سمعت منهم سرا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال يا جابر ادعهم غدا وأحضرهم معك قال فأحضرتم من الغد فسلموا على الإمام عليه السلام وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه فقال عليه السلام يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قالوا نعم إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قلت الحمد الله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا قال يا جابر لا تعجل بما لا تعلم فبقيت متحيرا فقال عليه السلام سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا قال عليه السلام يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا قال فنظر إلى وقال يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم ما لكم ما تجيبون إمامكم فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال يا جابر هذا ما أخبرتك به قد بقيت عليهم بقية وقال الباقر عليه السلام ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا يا بن رسول الله لا علم لنا فعلمنا ، قال فنظر الامام سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام إلى ابنه محمد الباقر عليه السلام وقال لهم من هذا قالوا ابنك فقال لهم من أنا قال أبوه علي بن الحسين قال فتكلم


بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد قالوا لا إله إلا الله فقال الإمام عليه السلام لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا وقال محمد يا قوم لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد قال فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجدا وهم يقولون آمنا بولايتكم وبسركم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم فقال الإمام زين العابدين يا قوم ارفعوا رؤسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون وأنتم الكاملون البالغون الله الله لا تطلعوا أحدا من المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم و يكذبوكم قالوا سمعنا وأطعنا قال عليه السلام فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا قال جابر قلت سيدي وكل من لا يعرف هذا الأمر على الوجه الذي صنعته وبيئته إلا أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من أعدائكم ما يكون حاله قال عليه السلام يكون في خير إلى أن يبلغوا (27).


- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا أحمد ابن منصور الزيادي قال: حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي رأيت مولاي الباقر - عليه السلام - و قد صنع فيلا من طين، فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر - عليه السلام - فقلت له: أخبرني جابر عنك بكذا وكذا؟ (فصنع مثله فركب وحملني معه إلى مكة وردني (28).


- قال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام): من خصه الله بالروح فقد فوض اليه أمره ان يخلق باذنه (29).


وفي زيارات أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام) التي رواها ابن قولويه بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيها بكم يباعد الله الزمان الكلب، وبكم يمحو الله ما يشاء وبكم يثبت وبكم تنبت الأرض أشجارها وبكم تخرج الأرض أثمارها وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها وبكم ينزل الله الغيث، إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم (30).


- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر طويل جاء فيه وصرت انا صاحب أمر النبي (صلى الله عليه وآله) قال الله: يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب، فمن أعطاه الله


هذا الروح فقد ابائه من الناس، وفوض اليه القدرة وأحيى الموتى (31).


وقال عليه السلام) قال تعالى يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده ولا يعطى هذا الروح إلا من فوض اليه الأمر والقدر، وانا أحيي الموتى (32)


- وفي الزيارة الجامعة بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث (33).


- وعن أبي جعفر ( عليه السلام) في وصف آل محمد نحن الذين بنا تنزل الرحمة وبنا تسقون


الغيث (34).


وعن الإمام الصادق ( عليه السلام) في قصة المرأة التي ماتت فأحياها فقال لملك الموت: الست أمرت بالسمع والطاعة لنا قال: بلى، قال فاني امرك ان تأخر امرها عشرين سنة، قال: السمع


والطاعة (35).


- وعن علي بن الحسين (عليه السلام): ان الله يقسم في ذلك الوقت النوم قبل طلوع الشمس) أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها (36).


محمد واله هم من خلقوا الكون بأمر الله ]]


التوحيد ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن ابن سنان ، عن أبي سعيد القماط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام خلق الله المشيئة قبل الأشياء ثم خلق الأشياء بالمشيئة (37).


- التوحيد أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خلق الله المشيئة بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشيئة (38).


عن امير المؤمنين عليه السلام فلا يقاس بهم من الخلق أحد، فهم خاصة الله وخالصته وسر الديان وكلمته، وباب الايمان وكعبته وحجة الله ومحجته وأعلام الهدى ورايته وفضل الله ورحمته، وعين اليقين وحقيقته، وصراط الحق وعصمته و مبدء الوجود وغايته، وقدرة الرب


ومشيئته (39).


عن الامام الرضا عليه السلام : يا يونس تعلم ما المشيئة؟ قلت : لا، قال: هي الذكر الأول فتعلم ما الإرادة؟ قلت: لا، قال: هي العزيمة على ما يشاء، فتعلم ما القدر؟ قلت: لا، قال: هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء (40).


: هنا المشيئة هي الذكر الأول ، والذكر هو رسول الله واهل الذكر هم آل رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم ، اي اثبات ان المشيئة هي محمد وال محمد ، والروايات التي تثبت ذلك ]


سَأَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: «وَ اللَّهِ إِنَّا نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، نَحْنُ أَهْلُ الْعِلْمِ، نَحْنُ مَعْدِنُ التَّأويل والتنزيل» (41).


علي بن إبراهيم قال : آل محمد (عليهم السلام) هم أهل الذكر (42).


ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ


ثَعْلَبَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فِي قَوْلِهِ: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مَن


الْمَعْنَوْنَ بِذَلِكَ ؟ فَقَالَ: «نَحْنُ وَ الله ». فَقُلْتُ: فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ؟ قَالَ: - نَعَمْ - قُلْتُ : وَ نَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ: - نَعَمْ - قُلْتُ : فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ : وَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا ؟ قَالَ لَا ، ذَاكَ إِلَيْنَا ، إِنْ شِئْنَا فعَلْنَا، وَ إِنْ شِئْنَا تَرَكْنَا ثُمَّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (43).


الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال رسول الله صلى الله


عليه وآله الذكر أنا والأئمة أهل الذكر، وقوله عز وجل: " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون


" قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه ونحن المسؤولون (44).


الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد


الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " قال الذكر محمد صلى الله عليه وآله ونحن أهله المسؤولون قال قلت قوله: " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " قال: إيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون (45).


) قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات )



سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَمَّادٍ الطَّنَافِسِيِّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ : قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتَّقُوا الله يا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً [5] ؟ قَالَ: «الذِّكْرُ : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، فَاسْأَل يَا كَلْبِيُّ - عَمَّا بَدَا لَكَ . فَقَالَ : نَسِيتُ وَ اللَّهِ الْقُرْآنَ كُلَّهُ ، فَمَا حَفِظْتُ حَرْفًا أَسْأَلُهُ عَنْهُ


.(46)


وَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ من الْمَعْنَوْنَ بِذَلِكَ ؟ فَقَالَ: «نَحْنُ وَ اللَّهِ» فَقُلْتُ: وَ أَنْتُمُ الْمَسْئُولُونَ ؟ قَالَ: «نَعَمْ» وَ سَاقَ الْحَدِيث إِلَى آخره، إلا أنَّ فِيهِ: «وَ إِنْ شِئْنَا تَرَكْنَا الْحَدِيثَ (47).


ودليل آخر ان المشيئة هي محمد وال محمد :


وعن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه واله أول شئ خلق الله تعالى ما هو ؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير (48).


یا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال عليه السلام : أنا أحيي وأميت باذن ربي، أنا أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم باذن ربي، وأنا عالم بضمائر قلوبكم والأئمة من أولادي ( عليهم السلام) يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا لأنا كلنا واحد أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد وكلنا محمد فلا تفرقوا بيننا، ونحن إذا شننا شاء الله وإذا كرهنا كره الله، الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا، وما أعطانا الله ربنا لان من أنكر شيئا مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ومشيته فينا (49)


فهم الجنب العلي والوجه الرضي، والمنهل الروي، والصراط السوي الوسيلة إلى الله، والوصلة إلى عفوه ورضاه، سر الواحد والأحد، فلا يقاس بهم من الخلق أحد، فهم خاصة الله وخالصته وسر الديان وكلمته، وباب الإيمان وكعبته، وحجة الله ومحجته، وأعلام الهدى ورايته، وفضل الله ورحمته، وعين اليقين وحقيقته، وصراط الحق وعصمته، ومبدأ الوجود وغايته، وقدرة الرب


ومشيئته (50)


الإمام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه، فهو وليه في سماواته وارضه....


ل ما يشاء وإذا شاء الله شاء ، مفزع العباد في الدواهي والحاكم والأمر والناهي مهيمن الله على الخلائق (51)


جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مَا هُوَ فَقَالَ


نُورُ نَبِيِّكَ يَا جَابِرُ خَلَقَهُ اللهُ ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ كُلَّ خَيْرٍ ثُمَّ أَقَامَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي مَقَامِ الْقُرْبِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَقْسَاماً فَخَلَقَ الْعَرْشِ مِنْ قِسْمٍ وَ الْكُرْسِيَّ مِنْ قِسْمٍ وَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ خَزَنَةَ الْكُرْسِيَ مِنْ قِسْمٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِي مَقَامِ الْحُبّ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَقْسَاماً فَخَلَقَ الْقَلَمَ مِنْ قِسْمٍ وَ اللَّوْحَ مِنْ قِسْمٍ وَ الْجَنَّةَ مِنْ قِسْمٍ وَ أَقامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِي مَقَامِ الْخَوْفِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَجْزَاءً فَخَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ جُزْءٍ وَ الشَّمْسَ مِنْ جُزْءٍ وَ الْقَمَرَ وَ الْكَوَاكِبَ مِنْ جُزْءٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِي مَقَامِ الرَّجَاءِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَجْزَاءً فَخَلَقَ العَقْلَ مِنْ جُزْء و العِلْمَ وَ الْحِلْمَ مِنْ جُزْءٍ وَ الْعِصْمَةَ وَ التَّوْفِيقَ مِنْ جُزْء و أقام القِسْم الرَّابِعَ فِي مَقَامِ الْحَيَاءِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ نَظرَ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْهَيْبَةِ فَرَشَحَ ذَلِكَ النُّورُ وَ قُطَرَتْ


مِنْهُ مِائَةُ أَلْفِ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلف قَطْرَةٍ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ رُوحَ نَبِي وَ رَسُولٍ ثُمَّ تَنَفَّسَتْ


اروَاحُ الْأَنْبِيَاءِ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْ أَنْفَاسِهَا أَرْوَاحَ الْأَوْلِيَاء وَالشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ (52).


وَ يُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ


بِالْمَعْرُوفِ:


(قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ نُورِي ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ وَ اشْتَقَهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ فَأَقْبَلَ يَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى جَلالِ الْعَظَمَةِ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ سَجَدَ لِلَّهِ تَعْظِيمًا فَفَتَقَ مِنْهُ نُورَ عَلِيَّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَكَانَ نُورِي مُحِيطاً بالعَظَمَةِ وَ نُورُ عَلي مُحيطاً بِالْقُدْرَةِ ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشِ وَ اللُّوْحَ وَ الشَّمْسَ وَ ضَوْءَ النَّهَارِ وَ نُورَ الْأَبْصَارِ وَ الْعَقْلَ وَ الْمَعْرِفَةَ وَ أَبْصَارَ الْعِبَادِ وَ أَسْمَاعَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ مِنْ نُورِي وَ نُورِي مُشْتَقٌ مِنْ نُورِهِ فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ وَ نَحْنُ السَّابِقُونَ وَ نَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ وَنَحْنُ الشَّافِعُونَ وَ نَحْنُ كَلِمَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ خَاصَّةُ اللهِ وَ نَحْنُ أَحِبَّاءُ اللهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللهِ وَ نَحْنُ جَنَّبُ اللهِ وَ نَحْنُ يَمِينُ اللهِ وَ نَحْنُ أَمَنَاءُ اللَّهِ وَ نَحْنُ خَزَنَةُ وَحْيِ اللَّهِ وَ سَدَنَةُ غَيْبِ اللهِ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَ مَعْنَى التَّأْوِيلِ وَ فِي أَبْيَاتِنَا هَبَطَ جَبْرَئِيلُ وَ نَحْنُ مَحَالُ قُدْسِ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَصَابِيحُ الحِكْمَةِ وَ نَحْنُ مَفَاتِيحُ الرَّحْمَةِ وَ نَحْنُ يَنَابِيعُ النِّعْمَةِ وَ نَحْنُ شَرَفَ الْأُمَّةِ وَ نَحْنُ سَادَةُ الْأَئِمَّةِ وَ نَحْنُ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَ أَحْبَارُ الدَّهْرِ وَ نَحْنُ سَادَةُ الْعِبَادِ وَ نَحْنُ سَاسَةُ الْبِلادِ وَ نَحْنُ الْكُفَاةُ وَ الْوُلَاةُ وَ الْحُمَاةُ وَ السُّقَاةُ وَالرُّعَاةُ وَ طَرِيقُ النَّجَاةِ وَ نَحْنُ السَّبِيلُ وَ السَّلْسَبِيلُ وَ نَحْنُ النَّهْجُ الْقَوِيمُ وَالطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ مَنْ آمَنَ بِنَا آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْنَا رَدَّ عَلَى اللهِ وَ مَنْ شَكٍّ فِينَا شَكٍّ فِي اللهِ وَ مَنْ عَرَفْنَا عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّى عَنَّا تَوَلَّى عَنِ اللَّهِ وَ مَنْ أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللَّهَ وَ نَحْنُ الْوَسِيلَةُ إِلَى اللَّهِ وَ الْمُصْلَةُ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ وَ لَنَا الْعِصْمَةُ وَ الْخِلَافَةُ وَ الْهِدَايَةُ وَ فِينَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلايَةُ وَالْإِمَامَةُ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ بَابُ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ الْعِصْمَةِ وَ نَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا (53).


بيان : هنا نثبت ان النور هو من خلق المشيئة ، لان المشيئة خلقت قبل الاشياء ، والنور يعد من الاشياء ،


وعندما سألوه عليه السلام عن المشيئة قال قلوبنا اوعية لمشيئة الله ، لا يكون الوعاء الا ظاهر لباطن ، فالظاهر


نور والباطن مشيئة ].


بيان : من هذه الاحاديث القدسيه ، نستنتج ان المشيئة التي خلق الله بها الاشياء هي محمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام ، هم الواسطة الذي خلق الله بهم كل شيء مخلوق ].


ثانيا - كل ما في القرآن من جمع هو ليس للتعظيم فقط كما كذبوا علينا ، وانما هو في ال محمد ، ( فكل انا صنعنا انا فعلنا انا نزلنا انا خلقنا انا الى اخره ( فالفعل هنا لأل محمد لانهم المشيئة الالهيه التي اصبحت واسطه


في خلق الله للأشياء :


قال المفضل : يا سيدي ، مثل هذا في القرآن كثير ؟! قال : نعم يا مفضل ، ما كان من ( إنا أنزلنا ، و إنا جعلنا


، و إنا لنحن الوارثون ، أم يحسبون إنا لا نسمع سرهم و نجواهم بلى و رسلنا لديهم يكتبون ، و نحن قسمنا


بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ، و نحن قدرنا بينهم الموت ( فكل ما كان في القرآن من جمع نحن فعلنا ، و إنا


صنعنا ، فنحن و الله أولئك الرسل الذين نكتب ونقسم بأمره تعالى و إرادته و مشيته ، و متى كان من أحد فرد فهو الله ربنا سبحانه و تعالى مثل قوله { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولد * وَ لَمْ يَكُنُلَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } و مثل قوله { يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ أُتِيَةً أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } وقوله { لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهُ وَاحِدٌ } و قوله { وَ لَا تَقُولُوا ثَلَاثَةُ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ } وقوله { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ } وقوله { وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهُ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهُ } فذلك هو الله خالقنا ومصورنا ومصطفينا لنفسه ، و متخذنا حججاً على خلقه ، و جاعلنا خزاناً لعلمه ، و جامعين لأمره ونهيه ، و ما نفعل و ما نشاء إلا بأمره كما قال الله سبحانه و تعالى ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَ مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (54)


ثالثا - صعود الامام زين العابدين صلى الله عليه واله وسلم الى السماء ، وعندما سألوه كيف صعد ؟ اجاب بأنه خالقها فكيف لا يستطيع صعودها :


قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن منير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاعدي وأبو محمد ثابت بن ثابت، قالا: حدثنا جمهور بن حكيم، قال : رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) وقد نبت له أجنحة وريش، فطار ثم نزل فقال : رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين . فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟ فقال: نحن صنعناها


فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه؟! نحن حملة العرش، ونحن على العرش، والعرش والكرسي لنا . ثم


أعطاني طلعا في غير أوانه (55).


بيان : نحن حملنا العرش وعلى العرش والعرش لنا : يعني ان الامام خلق ملائكة لحمل العرش وهو خالقه


فكيف لا يكون له ] .


رابعا - تفسير العياشي عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل القرآن على أربعة


أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال، ولنا كرائم القرآن


القرآن في هذه الرواية اربعة ارباع (56).


بیان : لو سالتك خلق الكون مثلا في الربع الذي نزل في عدو اهل البيت ؟ لا ، طبعا . في الربع الذي نزل بالفرائض والاحكام ؟ لا ، طبعا . في الربع الذي هو السنن والامثال ؟ لا ، طبعا . في الربع الذي هو الكرائم ؟


نعم طبعا في الكرائم وكرائم القرآن كلها في آل البيت ]


الله ينسب الفعل لنفسه بالقرآن لكن ليس هو من فعل الفعل ، حاشى ان يقوم الله بالفعل اي اذا قام بالفعل اصبحت مباشرة واذا اصبحت مباشرة اصبح تجانس والله تنزه عن مجانسة مخلوقاته.


وقوله : وكمال معرفته التصديق به، وكمال تصديقه توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له


نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزاه، ومن جزأه فقد جهله، ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده، ومن قال: " فيم؟ " فقد ضمنه، ومن قال: " على م؟ " فقد أخلي منه، كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم، مع كل شئ لا بمزايلة فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من حلقه


اي الامام يقول كمال الاخلاص له اي توحيده نفي الصفات عنه لانه خالق الصفة والموصوف. وقوله ابي عبد الله عليه السلام : ان الله اجل من ان يعاني الاشياء بنفسه مثل ان الله في القرآن يقول :اي الامام يقول كمال الاخلاص له اي توحيده نفي الصفات عنه لانه خالق الصفة والموصوف. وقوله ابي عبد الله عليه السلام : ان الله اجل من ان يعاني الاشياء بنفسه مثل ان الله في القرآن يقول :


اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا هنا الله ينسب الفعل لنفسه لانه قام بالفعل بواسطة مخلوقه حاشى ان ننسب الفعل الله بل استخدم واسطة وهو ملك الموت واسطة في قبض الارواح ، وفي خلق الكون استعمل المشيئة التي هي محمد وال محمد واسطة في خلق الاشياء تنزيه له عن الفعل ].


رواية كل جمع في القرآن بلفض آخر:


قَالَ المُفضَّلُ: يَا مَوْلايَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُفِيدَنِي شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ سُلْطَانِهِ وَ قُدْرَتِهِ.


قَالَ الصَّادِقُ (عليه السلام): يَا مُفَضَّلُ الْقُرْآنُ وَ سَائِرُ الْكُتُبِ تَنْطِقُ بهِ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِنِّي أُبَيْنُ لَكُمْ مَا هُوَ فِي حَقَّنَا فِي كِتَابِهِ وَ قَوْلُهُ:


فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ. قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ


لِلْمُسْرِفِينَ. فَأَخْرَجْنَا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ - فَما وَجَدْنَا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَ تَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ


يَخافُونَ العذاب الأليم. و في مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إلى فِرْعَوْنَ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فَتَوَلَّى برُكْنِهِ وَ قَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ.


فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَ هُوَ مُلِيمٌ. وَ فِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ


إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّحِيمِ. وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَ هُمْ


يَنْظُرُونَ. فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيام و ما كانُوا مُنْتَصِرِينَ وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ. وَ السَّمَاءَ


بنيناها بأيدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ وَالْأَرْضَ فَرَشناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ. وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.


فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ. وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ الله إلها آخرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ


وَ إِنَّمَا هَذَا قَوْلُ الرَّسُولِ الْمُفَوَّض إِلَيْهِ وَ هُوَ الْمُفَوِّضُ إِلَيْنَا ذَلِكَ الْعِلْمَ لِقَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: نَحْنُ نَفْعَلُ مِنْهُ


بِمَا يَأْمُرُنَا بِفِعْلِهِ وَ هَذَا الْقَوْلُ إِشَارَةً مِنَّا إِلَيْهِ وَ سَنَرَاهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَ لَا مَلَائِكَةَ بِأَكْرَمَ عِنْدَهُ مِنَّا وَ لَا أَوْثَقَ. قَالَ


الْمُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي مِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرُ ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا مُفَضَّلُ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلْنَا وَ إِنَّا جَعَلْنَا وَ إِنَّا


أُرْسِلْنَا وَ إِنَّا أَوْحَيْنا فَهُوَ قَوْلُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ الْمُخَوَّلِينَ فِي بَسَائِطِ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَتُخُومِ الْأَرْضِ فَهُمْ نَحْنُ وَ


لَا خَلَقَ الله شيء شَيْئاً بِأَكْرَمَ مِنَّا عِنْدَهُ، وَ قَدْ شَرَحْتُهُ لَكَ يَا مُفَصِّلُ هَذَا فَاشكر الله وَ احْمَدْهُ وَ لَا تنسى [تَنْسَ


فَضْلَهُ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً و مَا كَانَ فِي كِتَابِهِ العزيز أنَا وَ إِيَّايَ وَخَلَقْتُ وَ رَزَقْتُ وَ أَمَتُ وَ أَحْيَيْتُ وَ


ابْدَيْتُ وَ انْشَأْتُ وَ سَوَّيْتُ وَ أَطْعَمْتُ وَ أَرْسَلْتُ فَهِيَ مِنْ نُطق ذاتِهِ إِلَيْنَا يَا مُفَضَّلُ وَ مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ وَ لَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ


لدُنَّا ذِكْراً (56).


عن سالم بن قبيصة، قال: شهدت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يقول: أنا أول من خلق


الأرض، وأنا آخر من يهلكها. فقلت له يا بن رسول الله، وما آية ذلك؟ قال: آية ذلك أن أرد


الشمس من مغربها إلى مشرقها، ومن مشرقها إلى مغربها. فقيل له: أفعل ذلك. ففعل (57).


قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن منير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاعدي (4) وأبو محمد


ثابت بن ثابت، قالا حدثنا جمهور بن حكيم، قال:


رأيت علي بن الحسين ( عليه السلام) وقد نبت له أجنحة وريش، فطار ثم نزل، فقال:رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين.


فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟


فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه؟! نحن حملة العرش، ونحن على العرش، والعرش

والكرسي لنا.


تم بحمد الله


جنود المنتقم عليه السلام

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)