محاضرة بعنوان: الإمام الباقر "الشمس والنجم
وأبو بكر وعمر
الامام الباقر عليه السلام يتكلم عن صنف من المنافقين الذين كانو يروون المعجزات و يكفرون و في الروايه معجزات النبي في حق علي صلاوات الله عليهم
عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - . قال: لما كثر قول المنافقين، وحساد أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - فيما يظهره رسول الله - صلى الله عليه وآله - من فضل أمير المؤمنين - عليه السلام -، ويبصر ويدل ويأمر الناس بطاعته، ويأخذ البيعة له على كبرائهم، ومن لا يؤمن غدره، ويأمرهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين، ويقول لهم: إنه وصيي وخليفتي، وقاضي ديني ومنجز عداتي، والحجة لله على خلقه من بعدي من أطاعه سعد، ومن خالفه ضل وشقي. قال المنافقون: لقد ضل محمد في ابن عمه علي وغوى وحال والله أفتنه فيه، ولا حببه إليه إلا قتل الشجعان والاقران والفرسان يوم بدر وغيرها من قريش وسائر العرب واليهود ، وإن كلما يأتينا به ويظهر في علي من هواه، وكل ذلك يبلغ رسول الله - صلى الله عليه آله - حتى اجتمع التسعة المفسدون في الأرض، في دار الأقرع بن حابس التميمي، وكان يسكنها في الوقت صهيب الرومي، وهم التسعة الذين إذا أعدوا أمير المؤمنين - عليه السلام - معهم كان
عدتهم عشرة، وهم:
أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد و عبد الرحمان بن عوف الزهري وأبو
عبيدة بن الجراح. فقالوا: قد أكثر محمد رسول الله في أمر علي - عليه السلام - حتى لو أمكنه أن يقول لنا
اعبدوه لقال
فقال سعد بن أبي وقاص ليت محمدا أتاني فيه بآية من السماء كما أتاه الله في نفسه الآيات من شق القمر وغيره، وباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم من السماء حتى صار في ذروة جدار أمير المؤمنين - عليه السلام - متعلقا، يضئ في سائر المدينة حتى دخل ضياؤه في البيوتات، وفي الآبار و في المغارات، وفي مواضع الظلم من منازل الناس، فذعر أهل المدينة ذعرا شديدا، وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل، ولا أين هو متعلق، إلا أنهم يعلمون إنه على بعض منازل رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ضجيج الناس، فخرج
إلى المسجد وصاح بأناس ما الذي أرعبكم وأخافكم، هذا النجم النازل على دار علي بن أبي
طالب؟ فقالوا: نعم يا رسول الله - صلى الله عليه وآله ..
قال: أفلا تقولون لمنافقيكم التسعة الذين اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي، فقالوا في و في أخي علي ما قالوه، وقالوا : ليت محمدا يأتينا بآية من السماء، كما أتانا به في نفسه من شق القمر
وغيره. فأنزل الله عز وجل هذا النجم معلقا على مشربة أمير المؤمنين علي - عليه السلام -.
وكان أمير المؤمنين - عليه السلام - معه في المسجد ولم يزل النجم كذلك إلى أن غاب كل نجم في
السماء، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - الفجر مغلسا وأقبل الناس يقولون: ما يقي نجم في
السماء وهذا النجم متعلق.
فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - : هذا حبيبي جبرائيل - عليه السلام - قد أنزل علي هذا النجم وحيا وقرآنا تسمعونه، ثم قرأ - عليه السلام -:
والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه والشمس قد بزغت وغاب النجم في السماء.
فقال بعض المنافقين: لو شاء الأمر هذه الشمس فنادت باسم علي وقالت: هذا ربكم فاعبدوه، فهبط جبرائيل - عليه السلام - فخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بما قالوه وكان هذا في ليلة الخميس وصبيحته فأقبل بوجهه الكريم على الناس فقال: استعيدوا علي عليا من منزله فاستعادوه إليه - عليه
فقال له : يا أبا الحسن، إن قوما من منافقي أمتي ما قنعوا بآية النجم حتى قالوا: لو شاء محمد الأمر الشمس ان تنادي عليا وتقول: هذه ربكم فاعبدوه، فإنك يا علي في غد بعد صلاتك - صلاة الفجر - تخرج معي إلى بقيع الغرقد عند طلوع الشمس فإذا بزغت الشمس فادع بدعوات أنا ملقنك إياها. وقل للشمس: السلام عليك يا خلق الله الجديد، واسمع ما تقول لك، وما ترد عليك، وانصرف الي به فسمع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله .. وسمع التسعة المفسدون في الأرض، فقال بعضهم البعض: لا تزالون تغرون محمدا بأن يظهر في ابن عمه علي كل آية وليس مثل ما قال محمد في هذا
اليوم.
فقال اثنان منهم وأقسموا بالله جهد ايمانهما وهما أبو بكر وعمر انهما لابد أن يحضرا البقيع حتى ينظرا ويسمعا ما يكون من علي والشمس.
فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلاة الفجر وأمير المؤمنين - عليه السلام - معه في الصلاة أقبل عليه وقال: قم يا أبا الحسن إلى ما أمرك الله به ورسوله، وانت البقيع حتى تقول للشمس ما قلت لك، وأسر إليه سرا كان فيه الدعوات التي علمه إياها.
فخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - يسعى إلى البقيع وتلاه الرجلان، وتلاهما آخران معهما حتى
انتهوا إلى البقيع فأخفوا أشخاصهم بين تلك القبور ووقف أمير المؤمنين - عليه السلام - بجانب البقيع حتى بزغت الشمس فهمهم بذلك الدعاء همهمة لم يعرفونها، وقالوا: هذه الهمهمة ما علمه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - من سحره وقال للشمس: السلام عليك يا خلق
الله الجديد، فأنطقها الله عز وجل بلسان عربي مبين، فقالت: السلام عليك يا أخا رسول الله ووصيه، أشهد أنك الأول والآخر، والظاهر والباطن، وأنك عبد الله، وأخو رسوله حقا، فارتعد القوم، واختلطت عقولهم، وانكفوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - مسودة وجوههم، تغيظ أنفسهم غيظا، فقالوا: يا رسول الله، ما هذا العجب العجيب الذي لم يسمع به من النبيين ولا من المرسلين ولا في الأمم الغابرة؟ كنت تقول لنا إن عليا ليس ببشر وهو ربكم فاعبدوه. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمحضر من الناس في مسجده:
تقولون بما قالت الشمس وتشهدون بما سمعتم؟ فقالوا: يحضر علي فيقول ونسمع ونشهد بما قال للشمس، وما قالت له الشمس
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله لا بل تقولون، فقالوا قال علي للشمس: السلام عليك يا خلق الله الجديد بعد أن همهم همهمة تزلزل منها البقيع فأجابته الشمس وقالت وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه حقا أشهد أنك الأول والآخر، والظاهر والباطن إنك عبد الله
وأخو رسوله حقا فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -: الحمد لله الذي خصنا بما تجهلون، وأعطانا ما لا تعلمون قد علمتم أني واخيت عليا دونكم وأشهدتكم أنه وصيي فماذا أنكرتم عساكم تقولون: لم قالت له الشمس إنك الأول والآخر، والظاهر والباطن، قالوا: نعم يا رسول الله - صلى الله عليك
وآلك - لأنك أخبرتنا أن الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن في كتابه المنزل عليك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - : ويحكم وأنى لكم بعلم ما قالت له الشمس، أما قولها إنك الأول فصدقت إنه أول من آمن بالله ورسوله ممن دعوته من الرجال إلى الايمان بالله
وخديجة من النساء.
أما قولها والاخر هو آخر الأوصياء وأنا آخر الأنبياء، وخاتم الرسل.
وقولها الظاهر، فهو الذي ظهر على كل ما أعطاني الله من علمه فما علمه معي غيره ولا يعلمه بعدي سواه إلا من ارتضاه لسره من ولده. وقولها الباطن، فهو والله الباطن علم الأولين والآخرين وسائر الكتب المنزلة على النبيين والمرسلين، وما زادني الله تعالى به من علم ما لم يعلموه، وفضل
ما لم تعطوه، فماذا تنكرون.
قالوا بأجمعهم نحن نستغفر الله يا رسول الله - صلى الله عليك وآلك - لو علمنا ما تعلم لسقط الاقرار والفضل لك يا رسول الله ولعلي فاستغفر لنا، فأنزل الله تبارك وتعالى: سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين
📚مدينة المعاجز ج ٢ - من صفحه ١٦١ الى ١٦٨
و هذا و ص
لى الله على محمد و على اهل بيته الطيبين الطاهرين
لعن الله ابو بكر و عمر