1- في دانيال
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن أبي - القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول:
إن الله تبارك وتعالى ملكا يقال له: دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما
بين الجناح إلى الجناح هواء والهواء كما بين السماء إلى الأرض، فجعل
يوما يقول في نفسه أفوق ربنا جل جلاله شي؟ فعلم الله تبارك وتعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثم أوحى الله عز وجل إليه أن طر، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوام العرش، فلما علم الله عز وجل إتعابه أوحى إليه أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شئ ولا أوصف بمكان فسلبه الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة، فلما ولد الحسين بن علي عليهما
السلام وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله عز وجل إلى مالك خازن النار أن أحمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد وأوحى إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود
ولد لمحمد في دار الدنيا ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى حور العين تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله عز وجل إلى
الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة
مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل والقبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق، مسرجة ملجمة عليها قباب الدر والياقوت، ومعهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم أطباق من نور أن هنئوا محمد بمولود وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين، وهنئه وعزه وقل له: يا محمد
يقتله شرار أمتك على شرار الدواب، فويل للقاتل، وويل للسائق، وويل للقائد. قاتل الحسين أنا منه برى وهو منى برئ لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا و قاتل الحسين عليه السلام أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل
النار، يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله إلها آخر، والنار أشوق إلى
قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنة.
قال: فبينا جبرئيل عليه السلام يهبط من السماء إلى الأرض إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على
أهل الدنيا؟ قال:
لا ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عز وجل إليه لأهنئه بمولوده فقال الملك يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطت إلى محمد
فأقرئه مني السلام وقل له:
بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضى عني فيرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فهناه كما أمره الله عز وجل وعزاه فقال له النبي صلى الله عليه وآله تقتله أمتي؟ فقال له: نعم يا محمد، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
ما هؤلاء بأمتي أنا برئ منهم، والله عز وجل برئ منهم، قال جبرئيل وأنا بری منهم يا محمد، فدخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها
السلام فهناها وعزاها فبكت فاطمة عليها السلام، وقالت: يا ليتني لم ألده قاتل الحسين في النار، فقال النبي صلى الله عليه وآله: وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية بعده، ثم قال عليه السلام والأئمة بعدي الهادي علي والمهتدي الحسن والناصر الحسين، والمنصور علي بن الحسين، والشافع محمد بن علي، والنفاع
جعفر بن محمد، والأمين موسى ابن جعفر والرضا علي بن موسى والفعال محمد بن علي، والمؤتمن علي بن محمد، والعلام الحسن بن علي ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام القائم عليه السلام
فسكتت فاطمة عليها السلام من البكاء أخبر جبرئيل عليه السلام النبي
صلى الله عليه وآله بقصة الملك وما أصيب به، قال ابن عباس: فأخذ النبي
صلى الله عليه وآله الحسين عليه السلام وهو ملفوف في خرق من صوف فاشار به إلى السماء، ثم قال: اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه وعلى جده محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك ورد عليه أجنحته ورده إلى صفوف الملائكة فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن
يقال هذا مولى الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
واله
كمال الدين وتمام النعمة - ج 1 - ص 310 - ص (312)
2- الفطرة
بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد مولى حرب عن أبي جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن الله عرض ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فقبلها الملائكة وأباها
ملك يقال له: فطرس، فكسر الله جناحه.
فلما ولد الحسين بن علي (عليه السلام) بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد صلى الله عليه وآله) يهنئهم بولادته. فمر بفطرس فقال له فطرس يا جبرئيل إلى أين تذهب؟ قال: بعثني الله إلى محمد (صلى الله
عليه وآله وسلم أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة.
فقال له فطرس: احملني معك وسل محمدا يدعوني، فقال له جبرئيل اركب جناحي، فركب جناحه فأتى محمدا فدخل عليه وهناه فقال له: يا رسول الله
إن فطرس بيني وبينه اخوة، وسألني أن أسألك أن تدعو الله له أن يرد
عليه جناحه
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفطرس: أتفعل؟ قال: نعم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله) ولاية أمير المؤمنين (عليه
السلام) فقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) شأنك بالمهد
فتمسح به وتمرغ فيه.
قال: فمضى فطرس إلى مهد الحسين بن علي (عليه السلام) ورسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم فنظرت إلى ريشه وإنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الآخر، وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.
(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٦ - الصفحة (٣٤١)
دعاء جميل في يوم ولادة أبا عبدالله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)
خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه
السلام (العسكري) أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلث
خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء
اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل
استهلاله وولادته بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها، ولما يطأ
لابتيها قتيل العبرة وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من
قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثاروا الثار
ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل
والنهار، اللهم فبحقهم إليك أتوسل وأسأل سؤال مقترف معترف مسى إلى
نفسه مما فرط في يومه وأمسه، يسألك العصمة إلى محل رمسه، اللهم!
فصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته، وبوننا معه دار الكرامة
ومحل الإقامة.
اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته وسابقته
واجعلنا ممن يسلم لأمره ويكثر الصلاة عليه عند ذكره وعلى جميع
أوصيائه وأهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الاثني عشر النجوم الزهر
والحجج على جميع البشر، اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة وأنجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده وعاد فطرس بمهده
فنحن عائدون بقبره من بعده تشهد تربته وننتظر أوبته أمين رب العالمين.
مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي - الصفحة 826-827)
عن حمدويه قال: حدثنا أبو سعيد الأدمي، عن محمد بن مرزبان عن محمد بن سنان قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام، وجع العين فاخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر عليه السلام وهو أول شئ، فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال اكتم فأتيناه وخادم قد حمله.
قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء ويقول: ناج ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد. قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا على هذه الأمة، كما جعل
عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل.
قال: ثم قلت له يا شبيه صاحب فطرس، قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذاعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني فعاود في الوجع، قال: قلت لمحمد بن سنان ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس
فقال إن الله غضب على ملك من الملائكة، يدعى فطرس فوق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام، بعث الله عز وجل جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبرئيل صديقا لفطرس فمر به و هو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل
لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد صلى الله عليه وآله ليشفع فيك؟
فقال فطرس نعم
فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلى الله عليه وآله فبلغه تهنئة ربه تعالى، ثم حدثه بقصة فطرس فقال محمد صلى الله عليه وآله
لفطرس امسح جناحك على مهد الحسين، وتمسح به، ففعل ذلك فطرس
فجير الله جناحه ورده إلى منزله مع الملائكة.
مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج - الصفحة )
446-447)
أمالي الصدوق العطار عن أبيه، عن الأشعري عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن صباح، عن إبراهيم بن شعيب قال سمعت [الصادق أبا عبد
الله عليه السلام يقول: إن الحسين بن على عليهما السلام لما ولد أمر الله عز وجل جبرئيل عليه السلام أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول
الله صلى الله عليه وآله من الله عز وجل ومن جبرئيل، قال:
فهبط جبرئيل عليه السلام فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له: فطرس كان من الحملة، فبعثه الله عز وجل في شئ فأبطأ عليه، فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بن علي عليهما السلام فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل
اين تريد؟ قال: إن الله عز وجل أنعم على محمد صلى الله عليه وآله بنعمة
فبعثت أهنئه من الله ومني.
فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا صلى الله عليه وآله يدعو لي، قال: فحمله، قال: فلما دخل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله هناه من الله عز وجل ومنه وأخبره بحال فطرس، فقال النبي صلى الله عليه وآله: قل
له تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك، قال:
فتمسح فطرس بالحسين بن علي عليهما السلام وارتفع
فقال: يا رسول الله
أما إن أمتك ستقتله وله على مكافأة ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته
ثم ارتفع.
العوالم ، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - )
الصفحة ۱۷-۱۸
عن إبراهيم بن شعيب الميثمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول:
ان الحسين بن علي (عليهما السلام) لما ولد امر الله عز وجل جبرئيل
(عليه السلام) ان يهبط في الف من الملائكة فيهنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الله ومن جبرئيل (عليه السلام)، قال: وكان مهبط جبرئيل (عليه السلام) على جزيرة في البحر، فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة، فبعث في شي فأبطا فيه، فكسر جناحه والقي في تلك الجزيرة يعبد
الله فيها ستمائة عام حتى ولد الحسين (عليه السلام)، فقال الملك الجبرئيل
(عليه السلام) اين تريد؟
قال: ان الله تعالى أنعم على محمد صلى الله عليه وآله) بنعمة فبعثت أهنيه من الله ومني، فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا صلى الله عليه
وآله) يدعو الله لي.
قال: فحمله، فلما دخل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله) وهناه من
الله وهناه منه وأخبره بحال فطرس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله يا جبرئيل ادخله فلما أدخله أخبر فطرس النبي (صلى الله عليه وآله) بحاله، فدعا له النبي صلى الله عليه وآله) وقال له: تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك.
قال: فتمسح فطرس بالحسين (عليه السلام) وارتفع، وقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) اما ان أمتك ستقتله وله علي مكافاة ان لا يزوره زائر الا بلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم الا بلغته سلامه، ولا يصلي عليه
مصل الا بلغته عليه صلاته، قال: ثم ارتفع
(کامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة (١٤١-140)
حدثنا عبد الله بن هشام، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن آبائه (عليهم السلام)، عن النبي (صلى
الله عليه وآله) قال:
كان ملك الكروبين يقال له فطرس وكان الله عز وجل بمكان فأرسله
برسالة فأبطأ فكسر جناحه فألقاه بجزيرة من جزائر البحر، فلما ولد
الحسين بن علي (عليه السلام) أرسل الله عز وجل جبرئيل في ألف من الملائكة يهنئون رسول الله صلى الله عليه وآله) بمولود ويخبرونه
بكرامته على ربه عز وجل، فمر جبرئيل بذلك الملك، فكان بينهما خلة، فقال
فطرس يا روح الله الأمين أين تريد؟
قال: ان هذا النبي التهامي وهب الله عز وجل له ولدا استبشر به أهل السماوات وأهل الأرض، فأرسلني الله تعالى إليه أهنيه وأخبره بكرامته على ربه عز وجل، قال: هل لك أن تنطلق بي معك إليه يشفع لي عند ربه
فإنه سخي جواد، فانطلق الملك مع جبرئيل (عليه السلام) فقال: ان هذا ملك من الملائكة الكروبين كان له من الله تعالى مكان فارسله برسالة فأبطا
فكسر جناحه وألقاه بجزيرة من جزائر البحر وقد أتاك لتشفع له عند ربك فقام النبي (صلى الله عليه وآله فصلى ركعتين ودعا في آخرهن
اللهم إني أسألك بحق كل ذي حق عليك وبحق محمد وأهل بيته، أن ترد على فطرس جناحه وتستجيب لنبيك وتجعله آية للعالمين، فاستجاب الله
تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وأوحى إليه أن يأمر فطرس أن يمرر
جناحه على الحسين (عليه السلام)، فقال رسول الله لفطرس امرر جناحك الكسير على هذا المولود ففعل فسبح فأصبح صحيحا، فقال: الحمد لله الذي
من علي بك يا رسول الله، فقال النبي لفطرس أين تريد؟ فقال: ان جبرئيل
أخبرني بمصرع هذا المولود واني سألت ربي أن يجعلني خليفة هناك.
قال: فذلك الملك موكل بقبر الحسين (عليه السلام)، فإذا ترحم عبد على
الحسين أو تولى أباه أو نصره بسيفه ولسانه، انطلق ذلك الملك إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله) فيقول:
أيتها النفس الزكية فلان بن فلان ببلاد كذا وكذا يتولى الحسين ويتولى أباه ونصره بلسانه وقلبه وسيفه، قال: فيجيبه ملك موكل بالصلاة على النبي ان بلغه عن محمد السلام وقل له ان مت على هذا فأنت رفيقه في الجنة.
بشارة المصطفى - محمد بن علي الطبري - الصفحة (۳۳۷)
339-338)
-3- صلصائيل : ملك من الملائكة المقربين ابطأ عن أمر أمره الله به
وفي روايات اخرى انه أنكر فضائل محمد وال محمد صلوات الله
وسلامه عليهم فعاقبه الله وأنزله من مكانه وغفر له بالحسين صلوات
الله وسلامه عليه.
النصوص:
في حديث المفضل بطوله الذي يأتي باسناده في كتاب الغيبة عن الصادق
(عليه السلام) أنه قال:
كان ملك بين المؤمنين يقال له: صلصائيل، بعثه الله في بعث فأبطأ فسلبه ریشه ودق جناحيه وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر إلى ليلة ولد
الحسين (عليه السلام)، فنزلت الملائكة واستأذنت الله في تهنئة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله) وتهنئة أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) فأذن الله لهم فنزلوا أفواجا من العرش ومن سماء سماء فمروا بصلصائيل وهو ملقى بالجزيرة.
فلما نظروا إليه وقفوا فقال لهم يا ملائكة ربي إلى أين تريدون وفيم هبطتم؟ فقالت له الملائكة يا صلصائيل قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود ولد في الدنيا بعد جده رسول الله صلى الله عليه وآله وأبيه علي وأمه فاطمة وأخيه الحسن والحسين وقد استأذنا الله في تهنئة حبيبه محمد (صلى الله عليه وآله) لولده فأذن لنا، فقال صلصائيل: يا ملائكة الله إني أسألكم بالله ربنا وربكم وبحبيبه محمد صلى الله عليه وآله) وبهذا المولود
أن تحملوني معكم إلى حبيب الله وتسألونه وأسأله أن يسأل الله بحق هذا المولود الذي وهبه الله له أن يغفر لي خطيئتي ويجبر كسر جناحي ويردني
إلى مقامي مع الملائكة المقربين. فحملوه وجاوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله) فهنؤوه بابنه الحسين (عليه السلام) وقصوا عليه قصة الملك وسألوه مسألة الله
والأقسام عليه بحق الحسين (عليه السلام) أن يغفر له خطيئته ويجبر كسر جناحه، ويرده إلى مقامه مع الملائكة المقربين.
فقام رسول الله صلى الله عليه وآله) فدخل على فاطمة (عليها السلام) فقال لها ناوليني ابني الحسين فأخرجته إليه مقموطا يناغي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج به إلى الملائكة فحمله على بطن كفه فهللوا وكبروا وحمدوا الله تعالى وأثنوا عليه.
فتوجه به إلى القبلة نحو السماء، فقال: اللهم إني أسألك بحق ابني الحسين أن تغفر لصلصائيل خطيئته، وتجبر كسر جناحه، وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين، فتقبل الله تعالى من النبي صلى الله عليه وآله ما أقسم
به عليه، وغفر لصلصائيل خطيئته وجبر كسر جناحه، ورده إلى مقامه مع الملائكة المقربين.
(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٣٥٩)
مزيد من التعريج على ولادة مولانا شفيعنا يوم المحشر مشيئة الله ونفسه وذاته أبا عبد الله
الحسين صلوات الله وسلامه عليه في الصفحات القادمة وقصص ونوادر من حديث العترة
تابعوا معناه
14
الحورية لعبا والملك صرصائيل عتيق الحسين صلوات الله
وسلامه عليه
عن ابن عباس قال لما أراد الله تعالى أن يهب لفاطمة الزهراء الحسين - عليه السلام - ) وكان (مولده) في رجب في اثني عشر ليلة خلت منه، فلما وقعت في طلقها أوحى الله عز وجل إلى لعيا وهي حوراء من (حور) الجنة وأهل الجنان إذا
أرادوا أن ينظروا إلى شئ حسن نظروا إلى لعيا.
قال: ولها سبعون ألف وصيفة وسبعون الف قصر وسبعون ألف مقصورة وسبعون ألف غرفة مكللة بأنواع الجواهر والمرجان وقصر لعيا أعلى من تلك القصور ومن (كل) قصر في الجنة إذا أشرفت عليها نظرت جميع ما في الجنة وأضاءت الجنة
من ضوء خدها وجبينها.
فأوحى الله إليها أن اهبطي إلى دار الدنيا إلى بنت حبيبي محمد - صلى الله عليه وآله - فانسي لها وأوحى الله إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنة وزينها
كرامة لمولود يولد في دار الدنيا، وأوحى الله إلى الملائكة أن قوموا صفوفا
بالتسبيح والتقديس والثناء على الله تعالى، وأوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل
وإسرافيل أن اهبطوا إلى الأرض في قنديل من الملائكة.
قال ابن عباس: (والقنديل) ألف ألف ملك فبينما (هم) قد هبطوا من سماء إلى سماء وإذا في السماء الرابعة ملك يقال له صرصائيل له سبعون ألف جناح قد نشرها من المشرق إلى المغرب وهو شاخص نحو العرش لأنه ذكر في نفسه فقال: ترى الله يعلم ما في قرار هذا البحر وما يسير في ظلمة الليل وضوء النهار، فعلم الله تعالى ما في نفسه فأوحى الله تعالى إليه أن أقم (في) مكانك لا تركع ولا
تسجد عقوبة لك لما فكرت.
قال: فهبطت لعياء على فاطمة - عليها السلام - وقالت لها: مرحبا بك يا بنت
محمد كيف حالك؟
15
قالت لها] : بخير ولحق فاطمة - عليها السلام - الحياء من لعيا لم تدر ما تفرش لها فبينما هي متفكرة إذ هبطت حوراء من الجنة ومعها درنوك من درانيك الجنة
فبسطته في منزل فاطمة فجلست (عليه) لعيا.
ثم إن فاطمة - عليها السلام - ولدت الحسين - عليه السلام في وقت الفجر فقبلته لعيا وقطعت سرته ونشفته بمنديل من مناديل الجنة وقبلت عينيه وتقلت في فيه
وقالت له بارك الله فيك من مولود وبارك في والديك. وهنأت الملائكة جبرائيل وهنى جبرائيل محمدا - صلى الله عليه وآله - سبعة
أيام بلياليها فلما كان في اليوم السابع قال جبرائيل يا محمد انتنا بابنك حتى نراه.
قال: فدخل النبي - صلى الله عليه وآله - على فاطمة واخذ الحسين - عليه السلام
وهو ملفوف بقطعة صوف] صفراء فأتى به إلى جبرائيل فحله وقبل بين عينيه وتقل في فيه وقال: بارك الله فيك من مولود وبارك (الله) في والديك يا صريع
كربلاء، ونظر إلى الحسين - عليه السلام - [وبكى] وبكى النبي - صلى الله عليه وآله - وبكت الملائكة.
وقال (له) جبرائيل: اقرأ فاطمة ابنتك (مني) السلام وقل لها تسميه الحسين فقد سماه الله جل اسمه، وإنما سمي الحسين لأنه لم يكن في زمانه أحسن منه وجها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرائيل تهنئني وتبكي!
قال: نعم يا محمد] اجرك الله في مولودك هذا.
فقال يا حبيبي جبرائيل ومن يقتله؟
قال: شرذمة من أمتك يرجون شفاعتك لا أنالهم الله ذلك.
فقال النبي - صلى الله عليه وآله : خابت أمة قتلت ابن بنت نبيها.
قال جبرائيل خابت ثم خابت من امر الله وخاضت في عذاب الله. ودخل النبي - صلى الله عليه وآله - على فاطمة فأقرأها من الله السلام وقال لها:
يا بنية سميه الحسين فقد سماه (الله) الحسين.
فقالت من مولاي السلام وإليه يعود السلام والسلام على جبرائيل وهناها النبي -
صلى الله عليه وآله - وبكي.
فقالت يا أبتا تهنئني وتبكي ؟!
قال: نعم يا بنية أجرك الله في مولودك هذا، فشهقت شهقة وأخذت في البكاء وساعدتها لعيا ووصائفها ثم قالت: يا أبتاه من يقتل ولدي وقرة عيني وثمرة
فؤادي؟
قال: شرذمة من أمتي يرون شفاعتي لا أنالهم الله ذلك.
قالت فاطمة خابت أمة قتلت ابن بنت نبيها.
قالت لعيا: خابت ثم خابت من رحمة الله وخاضت في عذابه، يا أباه اقرأ جبرائيل عني السلام وقل له: في أي موضع يقتل؟
قال في موضع يقال له كربلاء فإذا نادى الحسين لم يجبه أحد منهم فعلى القاعد عن نصرته لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلا أنه لن يقتل حتى يخرج من
صلبه تسعة من الأئمة ثم سماهم بأسمائهم إلى آخرهم وهو الذي يخرج (في) آخر
الزمان مع عيسى بن مريم فهؤلاء مصابيح الرحمن وعروة الاسلام محبهم يدخل
الجنة ومبغضهم يدخل النار.
قال: وعرج جبرائيل وعرجت الملائكة وعرجت لعيا فلقيهم الملك صرصائيل فقال:
يا حبيبي أقامت القيامة على أهل الأرض؟
قال: لا، ولكن هبطنا إلى الأرض فهنانا محمدا بولده الحسين.
قال: حبيبي جبرائيل فاهبط إلى الأرض فقل له: يا محمد اشفع إلى ربك في الرضا
عني فإنك صاحب الشفاعة.
قال: فقام النبي - صلى الله عليه وآله - ودعا بالحسين - فرفعه بكلتا يديه إلى السماء وقال: اللهم بحق مولودي هذا عليك إلا رضيت على الملك، فإذا النداء من قبل العرش يا محمد قد فعلت وقدرك عندي عظيم.
قال ابن عباس والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان صرصائيل يفتخر على الملائكة انه عتيق الحسين - عليه السلام - ولعيا تفتخر على الحور العين بأنها قابلة الحسين.
مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج (۳)
عن شرحبيل بن أبي عون أنه قال: لما ولد الحسين - عليه السلام - هبط ملك من ملائكة الفردوس الاعلى، ونزل إلى البحر الأعظم ونادى في أقطار السماوات والأرض يا عباد الله البسوا ثياب الأحزان وأظهروا التفجع والأشجان، فإن فرخ محمد - صلى الله عليه وآله - مذبوح مظلوم مقهور
ثم جاء ذلك] الملك إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: يا (محمد) حبيب الله يقتل على هذه الأرض قوم من بنيك تقتلهم فرقة باغية من أمتك، ظالمة متعدية فاسقة، يقتلون فرخك الحسين ابن ابنتك الطاهرة يقتلون بأرض كربلاء، وهذه تربته، ثم ناوله قبضة من ارض كربلاء، وقال له يا محمدا حفظ هذه التربة عندك حتى تراها وقد تغيرت واحمرت وصارت كالدم، فاعلم أن ولدك الحسين - عليه
السلام - قد قتل.
ثم إن ذلك الملك حمل من تربة الحسين - عليه السلام - على بعض أجنحته وصعد إلى السماء فلم يبق ملك في السماء الا وشم تربة الحسين - عليه السلام - وتبرك
بها. قال: فلما اخذ النبي - صلى الله عليه وآله - تربة الحسين - عليه السلام .. جعل
يشمها ويبكي، وهو يقول: قتل الله قاتلك يا حسين، وأصلاه في نار جهنم (اللهم) لا تبارك في قاتله، واصله حر نار جهنم وبئس المصير، ثم دفع تلك القبضة من تربة الحسين - عليه السلام - إلى زوجته أم سلمة، وأخبرها بقتل الحسين - عليه السلام - يطف كربلاء وقال لها يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك، وتعاهديها بعد وفاتي فإذا رأيتيها قد تغيرت واحمرت وصارت دما عبيطا، فاعلمي أن ولدي
الحسين - عليه السلام -، قد قتل بطف كربلاء.
18
فلما أتى على الحسين - عليه السلام - سنة كاملة من مولده هبط إلى رسول الله صلى الله عليه وآله - اثنا عشر الف ملك على صور شتى محمرة وجوههم باكية عيونهم و (قد) نشروا
أجنحتهم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وهم يقولون يا محمد انه] سينزل بولدك الحسين مثل ما نزل بهابيل من قابيل. قال: ولم يبق ملك في السماء الا ونزل على رسول الله - صلى الله عليه وآله - يعزيه بولده الحسين - عليه السلام - ويخبره بثواب ما يعطى من الزلفي والاجر والثواب يوم القيامة ويخبرونه بما يعطى من الاجر زائره والباكي عليه والنبي مع ذلك يبكي ويقول: اللهم اخذل من خذله واقتل من قتله، ولا تمتعه بما أمله من الدنيا
وأصله حر نارك في الآخرة.
ختامها
مدينة المعاجز -
السيد هاشم البحراني - ج (۳)
حدثني نوح بن دراج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني يا زائدة انك تزور قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام أحيانا، فقلت ان ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلما ذا تفعل ذلك
ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الأمة من حقنا، فقلت: والله ما أريد بذلك الا الله ورسوله، ولا احفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه، فقال: والله ان ذلك
لكذلك، فقلت: والله ان ذلك لكذلك - يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا - فقال: ابشر ثم ابشر ثم فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون.
فإنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي عليه السلام) وقتل من كان معه من ولده واخوته وسائر أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت انظر إليهم صرعي ولم يواروا، فعظم ذلك في صدري واشتد لما اري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي (عليه السلام، فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي، فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أري سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مضر جين
بدمائهم مرملين بالعري، مسلبين لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر، فقالت لا يجز عنك ما تري فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جدك وأبيك
وعمك، ولقد اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس
اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد اثره الا ظهورا، وأمره الا علوا.
فقلت: وما هذا العهد وما هذا الخبر، فقالت: نعم حدثتني أم أيمن ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم زار منزل فاطمة (عليها السلام) في يوم من الأيام فعملت له حريرة وأتاه علي (عليه السلام) بطبق فيه تمر، ثم قالت أم أيمن فاتيتهم بعس فيه لبن وزبد، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) من تلك الحريرة، وشرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشربوا من ذلك اللبن، ثم اكل واكلوا من ذلك التمر والزبد ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده وعلي يصب عليه الماء، فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه، ثم نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه، ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا، ثم وجه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا، ثم خر ساجدا وهو ينشج، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه، ثم رفع رأسه واطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنها صوب المطر فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) وحزنت معهم لما رأينا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، وهبناه ان نسأله، حتى إذا طال ذلك قال له علي وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد اقرح قلوبنا ما نرى من حالك، فقال: يا أخي سررت بكم - وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا فقال يا حبيبي - اني سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط واني لا نظر
إليكم واحمد الله على نعمته فيكم.
إذ هبط على جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ان الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهناك
20
العطية، بان جعلهم وذرياتهم ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة، لا يفرق بينك وبينهم، يحبون كما تحبي يحيون كما تحيي (خ) (ل)، وما في المتن هو الأنسب
وهو من الحباء وهو العطاء ويعطون كما تعطي حتى ترضى وفوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك ويزعمون انهم من أمتك برءا من الله ومنك خبطا خبطا وقتلا قتلا، شتى مصارعهم نائية
قبورهم خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمد الله عز وجل على خيرته وارض بقضائه، فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.
ثم قال لي جبرئيل يا محمد ان أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمتك متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك، يقتله أشر الخلق والخليقة وأشقى البرية، يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم، وان سبطك هذا - وأومى بيده إلى الحسين (عليه السلام) - مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها كربلاء، من اجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة، وانها من بطحاء الجنة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات باهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافي به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شئ من ذلك الا استأذن الله عز وجل في نصرة أهلك
المستضعفين المظلومين، الذين هم حجة الله على خلقه بعدك..
فيوحي الله إلى السماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهن اني انا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع وانا أقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزتي وجلالي لأعذبن من وتر رسولي وصفيي، وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك، فإذا برزت
تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله عز وجل قبض أرواحها بيده، وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة من ماء
الحياة، وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء
والبسوها الحلل، وحنطوها بذلك الطيب صلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، يكون علما لأهل الحق وسببا للمؤمنين إلى الفوز، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لمن زاره
ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى واليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا
زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء.
فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من اثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به، و كأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي امامنا
ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصي عددهم، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك، يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز وجل، وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله والسخط ان يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا اثره، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فهذا أبكاني وأحزنني، قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبي عليه السلام) ورأيت عليه اثر الموت منه، قلت له يا أبة حدثتني أم أيمن بكذا وكذا وقد أحببت أن أسمعه منك، فقال: يا بنية
الحديث كما حدثتك أم أيمن، وكأني بك وبنساء أهلك ببنات أهلك (خ ل) سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم وغير محبيكم و شيعتكم ولقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أخبرنا بهذا الخبر ان إبليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته فيقول: يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذرية ادم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية
وأورثناهم النار الا من اعتصم بهذه العصابة، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم
وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم وأوليائهم حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم