مقتل النبي محمد بالسم على يد عائشة وحفصة

Zioni Al-Zamili
0

 بسم الله الرحمن الرحيم


تفاصيل مقتل النبي محمد بالسم على يد عائشة وحفصة


من أكثر الملفات الشائكه التي اربكت اهل الخلاف التي جعلت كتبهم تتخبط في موت النبي و كيفيته


تخبط واضح في كتبهم في تحديد موت النبي و التفاصيل تحديدا


ان أكثر علمائهم قد ذهبو الى ان النبي انقتل بالسم و لكن التخبط وقع هنا في سم المرأة اليهوديه في يوم خيبر قبل ثلاث سنوات من موت النبي صلى الله عليه و آله


نبدأ بالبحث


حين فسر اصحاب التفسير كلمة ( أو ) حينما تأتي بين كلمتين في كتاب الله تكون بمعنى بل


مثال على ذالك آية ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) الله لا يكون عنده تخيير في القرار لأن الله عالم الغيب يعني مثلا الآله عندما يقول (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ )


هل هنالك مسلم يقول ان الله متردد في معرفة العدد الله عالم


الغيب فلا يستطع مسلم ان يقول ان الله متردد

لغة اهل ذالك الزمان عندهم أو بمعنا بل


عن ابن عباس في قوله ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفِ أَوْ يَزِيدُونَ ) قال: بل يزيدون


كانوا مئة ألف وثلاثين ألفا.


تفسير الطبري سورة الصافات آية 147


و هذا يجمع مع قول الله


وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ


و هذا يعني ان النبي محمد مات بل قتل


الآن عرفنا ان معنا كلمة ( أو ) معناها بل في رواية ابن عباس


بالطبري


و هذا يعني أن النبي مات بل قتل


رواية


لأن أحلف بالله تسعًا، إنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أحَبُّ إليَّ من أن أحلف واحدةً، وذلك بأنَّ الله عزَّ وجلَّ اتَّخَذَه


نبيا، وجعله شهيدًا.


الراوي : عبد الله بن مسعود


المحدث : شعيب الأرناؤوط


المصدر : تخريج المسند الشعيب


الصفحة أو الرقم : 3617


خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم




الآن تبين لنا ان النبي قتل قتلا


اول من يبرئ نفسه من قتل النبي هيه عائشه لعنها الله


يا عائشة ما أزال أحد ألم الطعام الذي أكلتُ بخيبر ، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهَرِي مِنْ ذلِكَ السُّمِّ


الراوي : عائشة أم المؤمنين


المحدث : الألباني


المصدر : صحيح الجامع


الصفحة أو الرقم : 7929


خلاصة حكم المحدث : صحيح


التخريج : أخرجه البخاري


لندقق بما قالته عائشه


رواية السم


وعن جابر ، وأبي هريرة ، وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح خيبر واطمأن جعلت زينب بنت الحارث - وهي بنت أخي مرحب - : وامرأة سلام بن مشكم - سما قاتلا في عنز لها ذبحتها وصلتها ، وأكثرت السم في الذراعين والكتف ، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم المغرب انصرف وهي جالسة عند رحله ، فقالت : يا أبا القاسم هدية أهديتها لك . فأمر بها النبي


صلى الله عليه وسلم فأخذت منها ، ثم وضعت بين يديه وأصحابه حضور ، منهم بشر بن البراء بن


معرور ، وتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهش من الذراع ، وتناول بشر عظما آخر .


فانتهش منه ، وأكل القوم منها . فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمة قال : " ارفعوا


أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة


تاريخ الاسلام شمس الدين الذهبي


المجلد : 1 صفحه : 523



وفي رواية: أنه بعد أن اعترفت اليهودية بتسميم الشاة، بسط النبي صلى الله عليه وآله» يده إلى


الشاة، وقال: كلوا باسم الله.


فأكلوا وقد سموا بالله، فلم يضر ذلك أحداً منهم


قال ابن كثير فيه نكارة وغرابة شديدة


رواية اخرى


لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَاةً فِيهَا سُمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اجْمَعُوا إِلَيَّ مَن كَانَ هَاهُنَا مِن يَهُودَ فَجُمِعُوا له، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ عَن شَيْءٍ فَهَلْ أَنتُمْ صَادِقِيَّ عَنْه؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ : مَن أبوكُمْ؟ قالوا: فَلَانَ، فَقَالَ: كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ. قالوا: صَدَقْتَ. قَالَ: فَهَلْ أَنتُمْ صَادِقِيَّ عن شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عنه ؟ فقالوا: نَعَمْ يَا أَبَا القَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كما عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا. فَقَالَ لهم : مَن أَهْلُ النَّارِ ؟ قالوا : تَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا.


فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اخْسَوُوا فِيهَا ، واللهِ لا نَخْلُقُكُمْ فِيهَا أَبَدًا. ثُمَّ قَالَ: هَلْ أَنتُمْ صَادِقِيَّ عن


شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يا أبا القَاسِمِ. قَالَ: هَلْ جَعَلْتُمْ في هذه الشَّاةِ سُمَّا؟ قالوا: نَعَمْ. قَالَ: ما


حَمَلَكُمْ على ذلك؟ قالوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا تَسْتَرِيحُ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ.


الراوي : أبو هريرة


المحدث : البخاري


المصدر : صحيح البخاري


الصفحة أو الرقم: 3169


خلاصة حكم المحدث : [صحيح]



شاهد و كذب عائشه في الرواية الأولى في صحيح البخاري قال النبي ما ازال اجد الم السم و النبي في هذه الروايه في صحيح البخاري لم يأكل السم


رواية اخرى


أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة ، فأكل منها ، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألها عن ذلك ؟ فقالت : أردت لأقتلك ! فقال : ما كان الله ليسلطك على ذلك - أو قال : علي - فقالوا : ألا نقتلها ؟ قال : لا . فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم


الراوي : أنس بن مالك


المحدث : أبو داود


المصدر : سنن أبي داود


الصفحة أو الرقم : 4508


خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [ وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح ]


شرح النووي


قال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه بيان عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم كما قال


الله : والله يعصمك من الناس، وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامته من السم


ها قد تبين لكم كذب عائشه


عائشة اعطت الدواء الى النبي و هوه ليس راضي


لَدَدْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَأَشَارَ أنْ لا تَلدُّونِي، فَقُلْنَا: كَرَاهِيةَ المَرِيضِ


الدواء


الراوي : عائشة أم المؤمنين


المحدث : مسلم


المصدر : صحيح مسلم


الصفحة أو الرقم : 2213


خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


ما معنى كلمة لددنا ؟



قال النووي


اللدود. قال أهل اللغة: "اللدود" بفتح اللام. هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض، ويسقاه، أو يدخل هناك بإصبع وغيرها، ويحنك به.


لعنة الله على عائشه و على البخاري و مسلم


انتهينا من كتب المخالفين


ننتقل الى كتبنا نحن الشيعة


وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله البراء بن معرور وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال


رسول الله صلى الله عليه وآله:


انتوا بخبز. فاتي به فمد البراء بن معرور يده وأخذ منه لقمة فوضعها في فيه.


فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: يا براء لا تتقدم [على] رسول الله صلى الله عليه وآله.


فقال له البراء - وكان أعرابيا - : يا علي كأنك تبخل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟!


فقال علي عليه السلام: ما أبخل رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكني أبجله وأوقره، ليس لي ولا


لك ولا لاحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله بقول، ولا فعل، ولا أكل ولا


شرب.


فقال البراء ما أبخل رسول الله صلى الله عليه وآله.


فقال علي عليه السلام: ما لذلك قلت، ولكن هذا جاءت به هذه وكانت يهودية، ولسنا نعرف


حالها، فإذا أكلته بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الضامن لسلامتك منه، وإذا أكلته بغير


إذنه وكلت إلى نفسك.


يقول علي عليه السلام هذا والبراء يلوك اللقمة إذ أنطق الله الذراع فقالت: يا رسول


الله لا تأكلني فاني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، ولم يرفع إلى ميتا.


فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتوني بالمرأة. فاتي بها، فقال لها: ما حملك على


ما صنعت؟




فقالت: وترتني وترا عظيما : قتلت أبي وعمي وأخي وزوجي وابني ففعلت هذا وقلت: إن كان ملكا فسأنتقم منه، وإن كان نبيا كما يقول، وقد وعد فتح مكة والنصر


والظفر، فسيمنعه الله ويحفظه منه ولن يضره.


فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيتها المرأة لقد صدقت. ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يضرك موت البراء فإنما امتحنه الله لتقدمه بين يدي رسول


الله صلى الله عليه وآله ولو كان بأمر رسول الله أكل منه لكفى شره وسمه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ادع لي فلانا وفلانا]. وذكر قوما من خيار أصحابه منهم سلمان والمقداد وعمار وصهيب وأبو ذر وبلال وقوم من سائر الصحابة


تمام عشرة وعلي عليه السلام حاضر معهم.


فقال صلى الله عليه وآله: اقعدوا وتحلقوا عليه. فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على الذراع المسمومة ونفث عليه، وقال: " [ بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ، ولا داء في الأرض، ولا في السماء وهو السميع العليم ".


ثم قال صلى الله عليه وآله: كلوا على اسم الله. فأكل رسول الله صلى الله


عليه وآله، وأكلوا حتى شبعوا، ثم شربوا عليه الماء، ثم أمر بها فحبست.


فلما كان في اليوم الثاني جئ بها فقال صلى الله عليه وآله : أليس هؤلاء


أكلوا [ذلك ] السم بحضرتك؟ فكيف رأيت دفع الله عن نبيه


وصحابته؟ فقالت: يا رسول الله كنت إلى الآن في نبوتك شاكة، والآن


فقد أيقنت أنك رسول الله صلى الله عليه وآله حقا، فأنا أشهد أن لا إله


إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله


تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) الصفحة ۱۷۷_۱۷۸_۱۷۹


هذه قصة السم في يوم خيبر في كتب الشيعه


هذا الرجل الذي مات في السم ( البراء ) له قصه جميله


لما حملت إليه جنازة البراء بن معرور ليصلي عليه قال: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: يا رسول الله إنه ذهب في حاجة رجل من المسلمين إلى قبا، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يصل عليه، قالوا: يا رسول الله مالك لا تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل أمرني أن أؤخر الصلاة عليه إلى أن يحضره علي فيجعله في حل مما كلمه به بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله، ليجعل الله موته بهذا السم كفارة له، فقال بعض من حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وشاهد الكلام الذي تكلم به البراء: يا رسول الله إنما كان مزحا مازح به عليا لم يكن منه جدا فيؤاخذه الله عز وجل بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان ذلك منه جدا لأحبط الله تعالى


أعماله كلها، ولو كان تصدق بمثل ما بين الثرى إلى العرش ذهبا وفضة، ولكنه كان مزحا


وهو في حل من ذلك إلا إن رسول الله صلى الله عليه وآله يريد أن لا يعتقد أحد منكم


أن عليا عليه السلام واجد عليه فيجدد بحضرتكم إحلالا ويستغفر له


ليزيده الله عز وجل بذلك قربة ورفعة في جنانه، فلم يلبث أن حضر علي بن أبي طالب عليه السلام


فوقف قبالة الجنازة، وقال رحمك الله يا براء، فلقد كنت صواما قواما، ولقد مت في سبيل الله وقال


رسول الله صلى الله عليه وآله: ولو كان أحد من الموتى


يستغني عن صلاة رسول الله لاستغنى صاحبكم هذا بدعاء علي عليه السلام له، ثم قام فصلى عليه ودفن


فلما انصرف وقعد في العزاء قال: أنتم يا أولياء البراء بالتهنية أولى منكم بالتعزية، لان صاحبكم عقد له


في الحجب قباب من السماء الدنيا إلى السماء السابعة وبالحجب كلها إلى الكرسي إلى ساق العرش


الروحه التي عرج بها فيها، ثم ذهب بها إلى ربض الجنان وتلقاها كل من كان فيها من خزانها ، واطلع


إليه كل من كان فيها من حور حسانها فقالوا بأجمعهم له طوباك طوباك يا روح البراء، انتظر عليك


رسول الله عليا صلوات الله وسلامه عليهما والهما الكرام حتى ترحم عليك علي واستغفر لك، أما إن


حملة عرش ربنا حدثونا عن ربنا أنه قال: يا عبدي الميت في سبيلي، لو كان عليك من الذنوب بعدد


الحصى والثرى و قطر المطر وورق الشجر وعدد شعور الحيوانات ولحظاتهم وأنفاسهم وحركاتهم


وسكناتهم لكانت مغفورة بدعاء علي عليه السلام لك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فتعرضوا عباد


الله لدعاء علي لكم، ولا تتعرضوا لدعاء علي عليكم، فإن من دعا عليه أهلكه الله، ولو كانت حسناته


عدد ما خلق الله، كما أن من دعا له أسعده الله، ولو كانت سيناته بعدد ما خلق الله 


بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ۱۷ - الصفحة ٢٢٠_٣٢١



الحديث الاخير أيضا فيه أن عائشه سمت النبي صلى الله عليه و آله و سلم في بحار الانوار


عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهم السلام) قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي (صلى الله عليه وآله) في صبيحتها دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب وقال: يا فاطمة، وأدناها منه. فناجاها من الليل طويلا، فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب، ونساء النبي (صلى الله عليه وآله) ينظرن إلى علي (عليه السلام) ومعه ابناء، فقالت عائشة: الأمر ما أخرجك منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلا بابنته دونك في هذه الساعة، فقال لها علي (عليه السلام): قد عرفت الذي خلابها وأرادها له، وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه فوجمت أن ترد عليه كلمة، قال علي (عليه السلام): فما لبث أن نادتني فاطمة (عليها السلام) فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يجود بنفسه، فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه، فقال لي: ما يبكيك يا . علي؟ ليس : هذا أوان حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك الله يا أخي، فقد اختار لي ربي ما عنده، وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد أستودعكم الله، وقبلكم . كم مني وديعة يا علي، إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنقذها، فهي الصادقة الصدوقة، ثم ضمها إليه وقبل رأسها، وقال: فداك أبوك يا فاطمة، فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه وقال: أما والله لينتقمن الله ربي، وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين، ثم يكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام): ان البكاء، فقد

فوالله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكانه حتى هملت عيناه مثل المطر، حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها ورأسه على صدري، وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبلان


قدميه ويبكيان بأعلا أصواتهما قال علي (عليه السلام): فلو قلت: إن جبرئيل في البيت لصدقت، لأني كنت أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها، وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها، لان جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي (صلى الله عليه وآله)، ولقد رأيت بكاء منها أحسب أن السماوات والأرضين قد بكت لها، ثم قال لها : يا بنية الله خليفتي عليكم، و هو خير خليفة، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكانك عرش الله وما حوله من الملائكة والسماوات والأرضون وما فيهما، يا فاطمة والذي بعثني بالحق لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها، وإنك لأول خلق الله يدخلها بعدي كاسية حالية ناعمة، يا فاطمة هنينا لك، والذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من النساء، والذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق، فينادي إليها أن يا جهنم يقول لك الجبار اسكني بعزي، واستقري حتى تجوز فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) إلى الجنان، لا يغشاها قتر ولا ذلة، والذي بعثني بالحق ليدخلن حسن وحسين: حسن عن يمينك و حسين عن يسارك، ولتشرفن من أعلى الجنان بين يدي الله في المقام الشريف ولواء الحمد 

مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) يكسى إذا كسيت، ويحبى إذا حبيت والذي بعثني بالحق لأقومن بخصومة أعدائك، وليند من قوم أخذوا حقك، وقطعوا مودتك، وكذبوا علي، وليختلجن دوني فأقول: أمتي أمتي فيقال: إنهم بدلوا بعدك وصاروا إلى السعير


بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٢ - الصفحة

٤٩٠_٤٩١ _٤٩٢


إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)