توحيد الذات
في هذا الموضوع سنتطرق لعدة محاور ، المحور الأول هو توحيد الذات من الاسماء والصفات والنعوت ، والمحور الثاني هو اثبات انهم عليهم السلام ذات الله ونفسه ، المحور الثالث هو رد اشکالات بعض السفهاء ، والمحور الرابع والاخير تبيان جهل بعض السفهاء في هذا الموضوع ]. الذات لفظة مشتركه تحمل اكثر من مفهوم ومعنى وبعض المفاهيم والمعاني المشهوره لها : ملاحظة : الذات هي لفظة للموجودات
( الموجودات يعني التي هي داخل الوجود ومخلوقه اي الشيء المحدود والذي تحصره هذه اللفظة التي هي تسمى بذات ) .
1- اول معنى لهذه اللفظة ، انها حقيقة الشيء بعد ادراكه والتيقن منه ونعته ووصفه ، مثلا جسر تريد ان توصل فكره عن ماهية الجسر وتكوينه ، تقول ان شكله كذا وكذا وهو مصنوع من كذا وكذا وطوله كذا الى اخره حتى تصل لك فكره معينه عن هذا الجسر وتكوينه وماهيته ، وتتكون لك صورة عنه فتعرف حقيقته .
-2- تأت بمعنى ضمير هو او هي ، وهذه في اللغة
-3- الذات تات بمعنى مجموعة صفات ونعوت عن شيء معين محدود حتى تصل لنا فكرة وتتكون لنا صورة عن هذا الشيء وتأت الصفات والنعوت بعد المعرفة بالشيء والتيقن منه ومن ثم وصفه ونعته .
تات بمعنى نفس الشيء بمعنى ان النفس ليس شيء اخر بل تعبير النفس هو عن ذاتها ، ليس غيرها بمعنى تشبيه، ومعنى اخر لها وهو جوهر الشيء ، بمعنى المصدر الأول المكون للشيء فهو حقيقته .
3
البعض يقول انها ليس لفظة مشتركة، وهي ذو معنى واحد ، سننقض هذا القول برواية منقوله بلفظين .
لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ وَالْـحَرَكَةُ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ، وَيَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ، وَيَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَةُ! إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ، وَلَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ، وَلاَمْتَنَعَ مِنَ الأَزَلِ مَعْنَاهُ، وَلَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ، وَلاَلْـتَمَسَ الـتَّمامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ. وَإِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْـمَصْنُوعِ فِيهِ، وَلَتَحَوَّلَ دَلِيلاً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولاً عَلَيْهِ، وَخَرَجَ بِسُلْطَانِ الامْتِنَاعِ...
فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه، لا تجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود إليه ما هو ابتدأه إذا لتفاوتت ذاته، ولتجز أكنهه،ولا متنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معنى غير المبروء .
خطبة الامام الرضا صلوات الله عليه في التوحيد
هذه الخطبة موجودة في اكثر من مصدر باكثر من نسخه باختلاف الالفاظ بين نسخة ونسخة موجوده في نهج البلاغة وتوحيد الصدوق والأمالي للطوسي واعتقد ايضا موجودة بالكافي في نسخة توحيد الصدوق ورد لفظ التفاوتت ذاته وفي نسخة الامالي للطوسي ورد لفظ التفاوتت دلالته ، اذا هنا الذات والدلالة لفظتين لمعنى واحد والمعنى هو يعرف حسب سياق الكلام ومعاريضه .
كما قلنا انها لفظة مشتركة تحمل اكثر من معنى فلهذا نقتصر فقط بهذه المعاني بعيدا عن بقية المعاني ].المحور الأول : توحيد الذات .
قال العباسي قلت له - يعني أبا الحسن عليه السلام - : جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال: ومن هو؟ قلت: الحسن بن سهل قال: في أي شئ المسألة؟ قال: قلت في التوحيد، قال: وأي شيئ من التوحيد؟ قال: يسألك عن الله جسم أو لا جسم؟ قال: فقال لي: إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب مذهب إثبات بتشبيه و مذهب النفي، ومذهب إثبات بلا تشبيه. فذهب الاثبات بتشبيه لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، والطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه.
بيان : نحن نقول كما قال الامام عليه السلام ، اثبات بلا تشبيه ، فالله سبحانه وتعالى واحد احد ، ليس كمثله شيء ، شيء بخلاف الاشياء ، فاذا شبهته بشيء من خلقه ، جعلته آية المصنوع ، وتحول من كونه دالا الى مدلول عليه ، اذ انك اذا شبهت الخالق فقد ادخلته بالوجود الذي هو خلقه ، فاصبح شيء محدود مدرك بالحواس ، فاصبح محدود مدرك مخلوق مصنوع فهنا ابطلنا الوهيته . .
قال السائل : فله كيفية؟ قال: لا لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لا بد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه أنكره . . ورفع ربوبيته وأبطله ومن شبه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية، ولكن لا بد من إثبات ذات بلا كيفية لا يستحقها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره . قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: هو أجل من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة لأن ذلك صفة المخلوق الذي لا يجئ الأشياء له إلا بالمباشرة والمعالجة، وهو تعالى نافذ الإرادة والمشيئة فعال لما يشاء. قال السائل: فله رضى وسخط ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: نعم، وليس ذلك علما يوجد في المخلوقين، وذلك أن الرضا والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شيئ مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه، وإنما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا .
بيان : يقول الامام عليه السلام هنا ، لا بد من اثبات ذات بلا كيفية ، سنتطرق لشرح هذا النص
بشكل مبسط مع عدة احاديث لتعضيد قولنا .
اولا : يجب ان يكون لدينا قواعد لفهم الحديث ، كما قال الامام علينا القاء الأصول وعليكم التفريع ،
فالقواعد هذه تعد اصولا في فهم الحديث والدراية فيه .
اول القواعد في فهم الحديث يقول الامام ليس من شيعتنا من لم يعرف لحن قولنا ومعاريض كلامنا ، فيجمع الأحاديث والتبحر في احاديثهم عليهم السلام ستصبح لدينا معرفة لطريقة كلام الامام بالنسبة للمواضع الذي هو بها ان كان من ناحية تقية حماية وتقية عقل والى اخره ، فمن خلال معرفة لحن قول الامام بتغييره ، ستعرف ان الامام غير معاني وطريقة كلامه لسبب ، وهو المقابل ، فمرة يقلل معه في الكلام ويعطيه كلام خفيف ومرة يعطيه كلام صعب الفهم بالنسبة لغيره ، وهذا ما سنفهمه بالقاعدة
الثانية .
القاعدة الثانية يجب ان تعرف ان الامام يكلم الناس على قدر عقولهم بدليل قوله عليه السلام ما كلم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احد الا بكنه عقله قط وهم عليهم السلام كلهم واحد أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد .
ثالث القواعد ، مبنية على القاعدة الثانية ، وهو ان الامام يكلم الناس على قدر العقول ، الامام بنفس الوقت يقول المحن قوم فصحاء اعربوا كلامنا ، اعراب الكلام هنا المقصود به هو معرفة معاني الكلام بالنسبة للاناس الذي كان يكلمهم على قدر عقولهم ، وعلى فهمهم لكلام الامام ، فالامام يكلمهم بلغتهم وهي العربيه ، فيجب ان ترجع الى معاجم اللغة في بعض الاحيان المعرفة بعض المفردات لفهم كلام الامام .
رابع القواعد ، يجب ان نثبت اصول اساسية في كل موضوع للرجوع الى هذه الأصول ، مثلا في التوحيد ورد حديث يقول ان الله منزه عن الصفات فهذا يعد اصلا نعود اليه بفهم بقية الاحاديث ان كانت شاذة او مشهوره .
بعد ان شرحنا جزء بسيط من بعض القواعد لفهم حديثهم عليهم السلام ستربط هذه القواعد بفهم
هذا الحديث الشريف
اولا : مذهبنا هو الاثبات من دون التشبيه ، فاذا قلنا اثبتنا وبعدها قلنا كيفية الاثبات فهنا شبهنا ، فاذا شبهنا الخالق فقد حددناه ، فاصبح محدود مدرك مصنوع ، فاصبح الخالق اية المصنوع ، او مثلا نقول البتنا الله باثبات الماهية التكوينيه فهذه جهة الكيفية والاحاطة بالله ، فهنا ايضا اصبح الخالق محدود اذ اننا اثبتناه باثبات ماهية تكوينيه مدركة محدوده ، وماهيته غيب منيع لا يدرك ليس كمثله شيء لا يعلمها الا هو ، والى اخره،وهذا بخلاف مذهبنا وهو الاثبات من دون التشبيه .
ثانيا : قدر عقلهم يتحمل ما في داخل الوجود ، الذي هي الموجودات ، والموجودات تثبت باثبات الذات ، فالامام عندما يقول لا بد من اثبات ذات بلا كيفية ، فهنا كي يفهم المقابل قال له لا بد من اثبات ذات بلا كيفية ، بدليل انه بعدها قال بلا كيفية ، أي من دون ان نقول كيف اثبتناها ان كان من ناحية الشيئية او الماهية او المكانية والح..، فهنا سنثبت بالدليل القاطع ان هنا الامام لا يقصد اثبات بالنحو الحقيقي . هنا لا بد من ان تذهب إلى قولان ، القول الأول وهو اثبتنا الذات على نحو الحقيقة أي بمعنى حقيقي
، والقول الثاني اثبتنا الذات كي تفهم المقابل ان الله ليس منفي بل مثبت ، اذا ذهبنا الى القول الأول وهو اثبات حقيقي للذات ، فهنا اصبحت كارثة في التوحيد ، وسنشرح ما هي هذه الكارثه
في التوحيد :
اولا : الاصل عندنا هو ان الله غيب منيع لا يدرك ، فاذا قلنا اننا اثبتناه اثبات حقيقي ، فهنا قد شبهناه وحددناه ، اذ اصبح مشبه بالأشياء التي تثبت باثبات ماهية تكوينيه ، وكل شيء حقيقي مدرك بالحواس ، اذ ان كل شيء غير مدرك بالحواس لا يعد حقيقة ، فهنا اذا قلنا اثبتناه اثبات حقيقي للذات ، فقد شبهناه بالاشياء التي ايضا هي تثبت باثبات حقيقي للذات التكوينيه لها ، وحددناه اذ ان الاشياء مدركه محدوده ، وهو ليس كمثله شيء ، غير اننا جعلناه اية المصنوع ، واشرنا اليه بشيء من الحواس يقول عليه السلام ولا الصمد صمده من اشار اليه بشيء من الحواس والى اخره من هذه الأحاديث القدسية في التوحيد فهذا لا يصح لاننا اثبتنا بتشبيه ومذهبنا اثبات بلا تشبيه .
ثانيا : عندما نقول اثبات حقيقي للذات ، فكل شيء حقيقي يستوعبه العقل ، فلا بد من كيفية عن هذا الاثبات اذا كان بالفعل حقيقي ، فاذا قلنا حقيقة فيجب ان تقرن بالكيفية ، والامام يقول اثبات ذات بلا كيفية ، فهنا اذا قلنا اثبات حقيقي فاصبحت كيفية ، والكيفية هي جهة الاحاطة بالشيء .
اما اذا ذهبنا الى القول الثاني وهو اثبتنا الذات كي نفهم المقابل ان الله ليس منفي بل مثبت ( بالنسبة للامام وتكليمه للسائل ) ، فهذا قمة التوحيد ، لان الامام يقول اسماؤوه تعبير و افعاله تفهيم ، فهنا الامام قال لا بد من اثبات ذات بلا كيفية ، يقصد بها الله ، وقال اثبات ، كي يفهم المقابل ان الله مثبت غير منفي.
عن أبي جعفر عليه السلام يقول: إن الله خلو من خلقه وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه شيئ ما خلا الله فهو مخلوق والله خالق كل شئ، تبارك الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه اسم شيئ ما خلا الله تعالى فهو مخلوق والله خالق كل شئ.
- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو؟ قال: هو شئ بخلاف الأشياء ارجع بقولي إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان، فقال له السائل: فتقول: إنه سميع بصير؟ قال: هو سميع بصير: سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولي: إنه سميع يسمع بنفسه وبصير يبصر بنفسه أنه شيئ والنفس شئ آخر ولكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا، فأقول: إنه سميع بكله لا أن الكل منه له بعض ولكني أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك الا إلى أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.
قال له السائل: فما هو ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: هو الرب وهو المعبود وهو الله وليس قولي: الله إثبات هذه الحروف ألف ولام وهاء، ولا راء، ولا باء ولكن ارجع إلى معنى وشئ خالق الأشياء وصانعها ونعت هذه الحروف وهو المعنى سمي به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود عز وجل. قال له السائل: فإنا لم نجد موهو ما إلا مخلوقا، قال أبو عبد الله عليه السلام: لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنا مرتفعا لأنا لم تكلف غير موهوم ولكنا نقول:
كل موهوم بالحواس مدرك به تحده الحواس وتمثله فهو مخلوق، إذ كان النفي هو الإبطال والعدم، والجهة الثانية: التشبيه إذ كان التشبيه هو صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار إليهم أنهم مصنوعون وأن صانعهم غيرهم وليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد إذ لم يكونوا وتنقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لبيانها ووجودها.
قال له السائل: فقد حددته إذ أثبت وجوده، قال أبو عبد الله عليه السلام: لم أحده ولكني أثبته إذا لم يكن بين النفي والإثبات منزلة. قال له السائل: فله إنية ومائية؟ قال: نعم لا يثبت الشئ إلا بإنية ومائية.
قال له السائل: فله كيفية؟ قال: لا لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه فقد أنكره ودفع ربوبيته وأبطله ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ولكن لابد من إثبات أن له كيفية لا يستحقها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره.
قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: هو أجل من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة لان ذلك صفة المخلوق الذي لا تجيئ الأشياء له إلا بالمباشرة والمعالجة، وهو متعال نافذ الإرادة والمشيئة، فعال لما يشاء .
قال له السائل: فقد حددته إذ أثبت وجوده، قال أبو عبد الله عليه السلام: لم أحده ولكني أثبته إذا لم يكن بين النفي والإثبات منزلة.
قال له السائل: فله إنية ومائية؟ قال: نعم لا يثبت الشيئ إلا بإنية ومائية.
قال له السائل: فله كيفية؟ قال: لا لأن الكيفية جهة الصفة والإحاطة ولكن لابد من الخروج من جهة التعطيل والتشبيه لأن من نفاه فقد أنكره ودفع ربوبيته وأبطله ومن شبهه بغيره فقد أثبته بصفة
المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ولكن لابد من إثبات أن له كيفية لا يستحقها غيره
ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره.
قال السائل: فيعاني الأشياء بنفسه؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: هو أجل من أن يعاني الأشياء
بمباشرة ومعالجة لان ذلك صفة المخلوق الذي لا تجيئ الأشياء له إلا بالمباشرة والمعالجة، وهو متعال نافذ الإرادة والمشيئة، فعال لما يشاء .
التوحيد: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن بشر، عن محمد بن جمهور العمي، عن محمد بن الفضيل بن يسار، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: في الربوبية العظمى والإلهية الكبرى لا يكون الشيئ لا من شئ إلا الله، ولا ينقل الشيئ من جوهريته إلى جوهر آخر إلا الله، ولا ينقل الشيئ من الوجود إلى العدم إلا الله. لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه الأماكن، ولا تأخذه السنات ولا تحده الصفات، ولا تقيده الأدوات سبق الأوقات كونه والعدم وجوده، والابتداء أزاله بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالبهم، والجسو بالبلل ، والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها .
بيان : {جوهر الشيء - حقيقته وذاته}.
وعيسى شلقان علي بن محمد، عن سهل بن زياد عن شباب الصيرفي واسمه محمد بن الوليد، عن علي ابن سيف بن عميرة قال: . حدثني إسماعيل بن قتيبة قال: دخلت أنا .. على أ أبي عبد الله عليه السلام فابتدأنا فقال: عجبا لأقوام يدعون على أمير المؤمنين عليه السلام ما لم يتكلم به قط، خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس بالكوفة فقال: الحمد الله الملهم عباده حمده وفاطرهم على معرفة ربوبيته، الدال على وجوده بخلقه وبحدوث خلقه على أزله وباشتباههم على أن لا شبه له، المستشهد بآياته على قدرته، الممتنعة من الصفات ذاته ومن الابصار رؤيته ومن الأوهان الإحاطة به، لا أمد لكونه ولا غاية لبقائه، لا تشمله المشاعر ولا تحجبه المحجب، والحجاب بينه وبين خلقه خلقه إياهم، لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولا مكان مما يمتنع منه، ولافتراق الصانع من المصنوع، والحاد من المحدود، والرب من المربوب، الواحد بلا تأويل عدد والخالق لا بمعنى حركة والبصير لا بأداة والسميع لا بتفريق آلة والشاهد لا بمماسة والباطن لا باجتنان والظاهر البائن لا بتراخي مسافة، أزله نهية المجاول الأفكار و دوامه ردع الطامحات العقول قد حسر كنه نوافذ الابصار وقمع وجوده جوائل الأوهام، فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله ومن قال : أين؟ فقد غياه ومن قال: علام؟ فقد أخلا منه ومن قال فيم؟ فقد ضمنه. یا مفضل سر مولاك لطيف غامض، إعلم ان الذات تجل عن الأسماء والصفات، غيب منيع، ولا يمتنع عنه باطن ولا يستتر عنه، خفى الضمير، لطيف ولا شيئ أعظم منه، موصوف بأفعاله، مشهود بآياته، معروف بظهوراته، كان قبل القبل، وقبل ان يجيب مجيب، إذ لا احد غيره، وقبل المكان، إذ لا مكان إلا مكانه، وهو إلى ما لا نهاية، لا يحول عن حال ولا عما كان هو كيانه أزال. لم يفتقر الى شئ فيغر به، ولا انتسب الى غيره فيعرف به، بل هو هو حيث هو، وحيث كان ولم يكن إلا هو ....
بيان : الذات هنا تجل عن الاسماء والصفات ..
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، والحسين ابن سعيد، ومحمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: أتنعت الله؟ فقلت: نعم، قال: هات، فقلت: هو السميع البصير، قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون قلت: فكيف تنعته ؟ فقال: هو نور لا ظلمة فيه، وحياة لا موت فيه، وعلم لا جهل فيه، وحق لا باطل فيه ، فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد.
|بيان : هنا الامام ينعت الله ، وينعته على نحو التفهيم لا على نحو الحقيقة لانه غيب منيع ، في مفهومنا النعت هو صفة ، لكن اعلى درجات الصفة الا وهي التمييز عن بقية الموصوفين بهذه الصفة ، مثال على ذلك ، عندما تقول ان الله كريم - صفة فانت هنا وصفت الله بالكرم الذي يتصف به غيره
، لكن عندما تقول الله الكريم - نعت - فهنا جعلته اكرم الكرماء ولا كريم غيره فميزته عن بقية الموصوفين بهذه الصفة ، هذا هو النعت ، عموما هذا شرح مبسط للنعت كي تصل العبارة ، الامام هنا ينعت للتفهيم لا على نحو الحقيقة ، والامام هنا يكلم المقابل على قدر عقله ، فالذي يسأل عندما يقول له عالم يظن ان الله عالم لكن فيه جنبة من الجهل والى اخره باقي الصفات ، هنا الامام حتى يفهم المقابل ، ينعته ويقول مثلا انه علم لا جهل فيه ، فهنا الامام نفى الجهل عن الله ، وميزه عن عامة المخلوقين الذي لهم جنبة من الجهل ولو كانوا لهم علم ، وهكذا الى بقية الصفات ... .
فليس الله عبد من نعت ذاته، ولا إياه وحد من اكتنه ، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا به صدق من نهاه، ولا صمد صمده من أشار إليه بشئ من الحواس ، ولا إياه عني من شبهه، ولا له عرف من بعضه، ولا إياه أراد من توهمه.
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ليس له وقت محدود ، ولا أجل ممدود ، و لا نعت محدود .
الإمام العسكري (عليه السلام) : إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به؟! جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون .
قال الرضا من آل محمد صلوات الله عليه : فليس عبد الله من نعت ذاته .
قال الرضا صلوات الله عليه : ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواس .
إن الله سبحانه أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن عليا معه في السر المودع في فواتح السور، والاسم الأكبر الأعظم الموحى إلى الرسل من السر، والسر المكتوب على وجه الشمس والقمر والماء والحجر، وأنه ذات الذوات، والذات في الذات في الذات للذات، لأن أحدية الباري متنزهة عن الأسماء والصفات، متعالية عن النعوت والإشارات .
في خطبة له عليه السلام في نهج البلاغة : عجز عن وصفه من يصفه، و ضل عن نعته من يعرفه
محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الفضل بن سليمان الكوفي، عن الحسين بن الخالد، قال: سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام، يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا، فقلت له: يا ابن رسول الله إن قوما يقولون: إنه عز وجل لم يزل عالما يعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع وبصيرا ببصر فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال عليه السلام: لم يزل الله عز وجل عليما قادر حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.
| بيان : لم يزل الله ، ومعناها منذ القدم ، اي ان الله منذ القدم هو حيا قديما سميعا بصيرا ، المعنى هنا
هو بالفعل حيا لكن بليس . حياة ، وتم التعبير بحيا للتفهيم وإيصال العبارة لعقولنا القاصرة ، أي أن هو
بالنسبة لعقولنا حيا لان هذا المصطلح الوحيد الذي ممكن ان يصل بالفكرة لعقولنا ، أي يعني حقيقته هو حيا بالنسبة لعقولنا ، والى اخره ، وسئل الامام عليه السلام ان قوما يزعمون إنه عز وجل لم يزل
عالما بعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر ، فأجاب الامام من
قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله الهة اخرى ، لانه قوم الاله بشيء آخر ، فلو فرضنا ان الله هو
القادر ، ولكن بقدرة ، فالله القادر هذا شيء. والقدرة شيء آخر فهنا جعلنا منهم اثنان وهذا اشراك
بالله ، والامثل ان الله لم يزل عليما قادر حيا قديما سميعا بصيرا لذاته ، فعند الجمع تعرف ان ال محمد يعلمون ويسمعون ويبصرون والح ، الله تعالى .
و بيان امثل : عندنا نقول انه قادر ، اب يعني بالفعل هو قادر ، وتم التعبير بقادر للتفهيم لتصل الفكرة العقولنا القاصرة ، ولا نقول انه قادر بقدرة حتى لا تجعل القدرة تعمل بأنعزال وانها شيء آخر وتتجمع هذه الصفات وتكون الاله ، هذا هو الاشراك بعينه ، وانما تقول انه قادر قديما سميعا بصيرا عليما الى اخره لذاته ، أي ان ال محمد يسمعون ويبصرون ويعلمون لذات الله تعالى ، والمشركون هم المشركون بولاية امير المؤمنين صلوات الله عليه
معلومة : اغلب مناهج الشيعة حاليا ، مثل الأصوليه يقسمون الصفات الى عدة اقسام ، فتقسيمهم يكون هكذا : الصفات الجلالية والصفات الجمالية والصفات الثبوتية ( الذاتية ) وهذه البدعة بعينها لانه لا يوجد رواية واحدة تقول بهذا التقسيم فهذا تقسيم باطل بدعة من بدعهم لعنة الله عليهم . ومعلومة اخرى : كل من يقول ان الله صفات ذاتية ملازمة للذات ، هذا كافر مشرك ملحد حسب كلام الامام الرضا صلوات الله عليه عندما قال لو تعلقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع ولتحول من كونه دالا الى مدلولا عليه ، وهم هنا ينقسمون فرقتين ، فرقه تقول بتعدد الذوات اي ان الصفات ذوات اخرى غير الله ، وفرقه تقول ان الصفات هي عين ذات الله اي به الصفات ، فالاولى تكلم عنها الامام وتبرء ممن يقول بها ، والثانية ايضا كفر والحاد ، فهنا اصبحت الذات حسب اعتقادهم مركبة والعياذ بالله ، غير انهم عندما يقولون به الصفات فاصبح الله هنا مجوف والعياذ بالله والصفات في داخل هذا الجوف الذي في الله ، فهذا لا يحتاج ان تبين انه من الالحاد بالله تعالى لانه واضح بين.
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هارون بن عبد الملك، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن التوحيد، فقال: هو عز وجل مثبت موجود، لا مبطل ولا معدود، ولا في شيئ من صفة المخلوقين، وله عز وجل نعوت وصفات، فالصفات له، وأسماؤها جارية على المخلوقين مثل السميع والبصير والرؤوف والرحيم وأشباه ذلك، والنعوت نعوت الذات لا تليق إلا بالله تبارك وتعالى، والله نور لا ظلام فيه، وحي لا موت له، وعالم لا جهل فيه، وصمد لا مدخل فيه ربنا نوري الذات حي الذات، عالم الذات، صمدي الذات.
إن الله سبحانه أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن عليا معه في السر المودع في فواتح السور
، والاسم الأكبر الأعظم الموحى إلى الرسل من السر، والسر المكتوب على وجه الشمس والقمر والماء والحجر، وأنه ذات الذوات، والذات في الذات، في الذات للذات، لأن أحدية الباري متنزهة عن الأسماء والصفات، متعالية عن النعوت والإشارات، وأنه هو الاسم الذي إليه ترجع الحروف والعبارات،والكلمة المتضرع بها إلى الله سائر البريات، وأنه الغيب المخزون بين اللام والفاء والواو والهاء والكاف
والنون، فقال سبحانه: {حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك}
قال الباقر عليه السلام: الأحد الفرد المتفرد، والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد الاقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد المتبائن الذي لا ينبعث من شئ ولا يتحد بشئ ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد لأن العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله: الله أحد المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيته فرد بإلهيته، متعال عن صفات خلقه.
قال الباقر عليه السلام: حدثني أبي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال: الصمد الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سؤدده، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب والصمد الذي لا ينام، والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال.
قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنفية يقول: الصمد القائم بنفسه، الغني عن غيره، وقال غيره: الصمد المتعالي عن الكون والفساد والصمد الذي لا يوصف بالتغاير.
قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناه.
قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا شريك له ولا يؤوده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ.
قال وهب بن وهب القرشي قال زيد بن علي زين العابدين عليه السلام: الصمد هو الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا، وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند.
المحور الثاني : اثبات انهم ذات الله ونفسه .
هنا ايضا ستكون مقسمه لعدة اقسام كل قسم اثبات بشكل مختلف :
القسم الأول :
دُعاءُ الصّباح لأمير المؤمنين:
اَللّـهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِهِ،
يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ،
يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ،
يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اَمْنِهِ وَاَمانِهِ وَاَيْقَظَني اِلى ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَاِحْسانِهِ وَكَفَّ اَكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ،
صَلِّ اللّـهُمَّ عَلَى الدَّليلِ اِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الْاَلْيَلِ، وَالْماسِكِ مِنْ اَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْاَطْوَلِ، وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الْاَعْبَلِ، وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الْاَوَّلِ، وَعَلى آلِهِ الْاَخْيارِ الْمُصْطَفِيْنَ الْاَبْرارِ.....
- عيون أخبار الرضا (ع): ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان قال: سئل الرضا عليه السلام عن إتيان أبي الحسن موسى عليه السلام فقال: صلوا في المساجد حوله، ويجزي في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الادلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى
منهم فقد تخلى من الله.
یا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ".
بيان : هنا الامام يقول يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ، هنا سؤال هل الذات
التي دلت على ذات الله هي نفسها واحدة ؟ طبعا لا والا سنكفر ونلحد لاننا هنا سنقول ان الله بحقيقته دل على حقيقته ، اي يعني اصبح حلول والعياذ بالله وأصبحت الذات مدركه محدوده ، وهو في الاصل بعد النص يقول وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ، اذا هنا الذات الأولى المدلول عليها غير الذات الثانية الدالة على الذات الأولى والا فما العلة من اقران هذا النص ) وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ) بالنص الأول الذي هو يا من دل على ذاته بذاته ، العلة هي ان الذات الأولى المدلول عليها هي ليست ذاتها الذات الثانية الدالة على الأولى .
واذا كنتم لا تقصدون الحلول ، اذا لا حكمة ولا فائدة من ناحية المخلوق الضعيف ، المحتاج ان يعرف ويدل على الله ، يدل على ذاته بذاته اي يعني بينه وبين ذاته ، فاذا لا حكمة ولا فائدة من هذا اصلا وسنثبت ان الذات الدالة هي غير الذات المدلول عليها .
اذا هنا لا يقصد الامام ان الذات الدالة هي ذاتها الذات الاولى المقدسة لا والعياذ بالله ، فأذا اين الحكمة من الاله اذا كان هو ذاته دليل على ذاته فهذه بحسب الاله وليس بحسبنا ، وكل من قال بهذا
القول هو كافر زنديق حسب كلام الامام :
ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار إليه و توهمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول. فاعل لا باضطراب .يقول الامام عليه السلام هنا ان كل معروف بنفسه مصنوع ،والمعرفة هي بحسبنا وليس بحسب الله والعياذ بالله ، فأذا اين الحكمة والفائدة هنا اذا كان الاله دليل لذاته بذاته ، فأصبحت الفائدة والحكمة لله فالله غير محتاج ان يعرف نفسه بنفسه فهذه اصلا مغالطة ، فأذا كانت الذات واحدة كيف دلت على ذاتها بذاتها والامام يقول كل معروف بنفسه مخلوق ، واين الحكمة هنا اذا كانت المعرفة والدلالة هنا الله بالله وليس لنا ، فالله هنا احتاج ان يعرف نفسه بنفسه .
فالحكمة تكون عندما يدل المخلوق على الخالق ، وهذا حسب كلام الامام وهو : قال مولانا الصادق عليه السلام : يا مفضل الظهور تمام البطون والنطق تمام الصمت .
واعلم يا مفضل ان الظهور تمام البطون ، معنى كلمة التمام اي الكمال ومن هذا القبيل ، اذ ان الباطن لا يدل عليه من دون الظاهر ، اذ لا ايمان بالباطن من دون الظاهر والعكس صحيح ، فالحكمة كمالها وتمامها بالظهور ، والظهور هو كمال وتمام البطون ، والنطق تمام الصمت ، هذا يذكرنا باشكال عمران الصابئي للأمام الرضا صلوات الله عليه ، وهو هل الله كان ساكت قبل ان ينطق ، فأجابه الامام لا يكون السكوت الا عن نطق قبله ، اذ انه اصلا لا سكوت من دون النطق ، ولا يسمى بسكوت اذ لم يسبقه نطق قبله يعرف به الضد والا فهذا لا يعتبر سكوت اساسا ، فالنطق هو تمام وكمال الصمت .
وقول مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه : انا علانية المعبود .
والى اخره من النصوص الشريفه
ودليل آخر ان الذات ليست واحدة هنا هو نهاية الزيارة :
صل اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل
يقول الامام صلى اللهم على الدليل إليك ، اي يعني هنا الدليل هو غير الله وليس الله بعين ذاته ، بدليل ان الامام قال صلى اللهم على الدليل إليك ، فهل يعقل ان الامام يقول صل اللهم على الله ؟ فأذا هنا الدليل غير الله والدليل كما في النص الذي قبله هو ينسب الى ذاته بدليل : يا من دل على ذاته بذاته ، اذا ذاته الدالة عليه فسنأت الان لعنرف من هذه الذات الدالة على الله .
اولا علينا ان نجمع الاحاديث حتى نفهم مقصد كلام الامام في هذا الموضع ، ففي احد الزيارات ،
يقول الامام السلام على الادلاء على الله ، وفي نص آخر يقول نحن دللناكم على الله واختلفت النصوص في هذا المعنى ، فاذا الذات الدالة هي محمد وال محمد ، اذ لا نقصد بانهم الله بعين ذاته ، لا والعياذ بالله ، بل نقصد انك بمعرفتهم عرفت ودللت على شيء لم تراه اصلا وهو الله عز وجل ، اذ ان بمعرفة ال محمد انت عرفت ودللت على الله ، فاذا هم الذات الدلالية المقصودة في النص الاول
وهو يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته .
- الذي من آمن به أمن، السلام على نفس الله تعالى القائمة فيه بالسنن وعينه التي من عرفها يطمئن، السلام على أذن الله الواعية في الأمم ويده الباسطة بالنعم وجنبه الذي من فرط فيه ندم، اشهد أنك مجازي الخلق وشافع الرزق والحاكم بالحق بعثك الله علما لعباده فوفيت بمراده، وجاهدت في الله حق جهاده، فصلى الله عليكم وجعل أفئدة من الناس تهوي إليكم، فالخير منك وإليك، عبدك الزائر لحرمك اللائذ بكرمك، الشاكر لنعمك، قد هرب إليك من ذنوبه، ورجاك لكشف كروبه فأنت ساتر عيوبه فكن لي إلى الله سبيلا، ومن النار مقيلا، ولما أرجو فيك كفيلا أنجو نجاة من وصل حبله بحبلك، وسلك بك إلى الله سبيلا فأنت سامع الدعاء وولي وولي الجزاء، علينا منك السلام، وأنت السيد الكريم والامام العظيم، فكن بنا رحيما يا أمير المؤمنين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
- عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل : هل رأيت في الدنيا رجلا ؟ فقال: رأيت رجلا وأنا إلى الآن أسأل عنه . فقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا الطين، فقلت: من أين ؟
فقال: من الطين، فقلت: إلى أين؟ فقال: إلى الطين. فقلت: من أنا ؟ فقال : أبو تراب . فقلت: أنا أنت . فقال : حاشاك ، حاشاك ، هذا من الدين في الدين، أنا أنا، وأنا أنا، أنا ذات الذوات، والذات في
الذوات الذات ، فقال: عرفت . فقلت نعم. فقال: فامسك .
- " ويحذركم الله نفسه " قال الرضا عليه السلام: علي خوفهم به.
- قوله: " ويبقى وجه ربك " فقال الصادق عليه السلام: نحن وجه الله ونحن الآيات ونحن البينات
ونحن حدود الله.
- أبو المضا عن الرضا عليه السلام قال في قوله : " أينما تولوا فتم وجه الله " قال: علي .
البرسي في مشارق الأنوار عن طارق بن شهاب عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : يا طارق الامام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء
20
ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه فهو وليه في سماواته وأرضه، أخذ له بذلك العهد على
جميع عباده، فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه، فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء.
ويكتب على عضده: " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا " فهو الصدق والعدل وينصب له عمود من نور
من الأرض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد، ويلبس الهيبة وعلم الضمير، ويطلع على الغيب، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيئ من عالم الملك والملكوت، ويعطى منطق الطير عند ولايته.
فهذا الذي يختاره الله لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته و يجعل قلبه مكان مشيته
وينادى له بالسلطنة ويذعن له بالامرة ويحكم له بالطاعة وذلك لان الإمامة ميراث الأنبياء ومنزلة الأصفياء وخلافة الله وخلافة رسل الله فهي عصمة وولاية وسلطنة وهداية، وإنه تمام الدين ورجح
الموازين.
الامام دليل للقاصدين ومنار للمهتدين وسبيل السالكين وشمس مشرقة في قلوب العارفين، ولايته
سبب للنجاة وطاعته مفترضة في الحياة وعدة بعد الممات، وعز المؤمنين وشفاعة المذنبين ونجاة المحبين
وفوز التابعين، لأنها رأس الاسلام وكمال الايمان ومعرفة الحدود والاحكام وتبيين الحلال من الحرام،
فهي مرتبة لا ينالها إلا من اختاره الله وقدمه وولاه وحكمه.
فالولاية هي حفظ الثغور وتدبير الأمور وتعديد الأيام والشهور الامام الماء العذب على الظمأ، والدال
على الهدى الامام المطهر من الذنوب المطلع على الغيوب، الامام هو الشمس الطالعة على العباد بالأنوار فلا تناله الأيدي والابصار وإليه الإشارة بقوله تعالى : " فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين " والمؤمنون علي و عترته، فالعزة للنبي وللعترة، والنبي والعترة لا يفترقان في العزة إلى آخر الدهر. فهم رأس دائرة الايمان وقطب الوجود وسماء الجود وشرف الموجود وضوء شمس الشرف ونور قمره وأصل العز والمجد ومبدؤه ومعناه ومبناه، فالامام هو السراج الوهاج والسبيل والمنهاج والماء الثجاج والبحر العجاج والبدر المشرق والغدير المغدق والمنهج الواضح المسالك، والدليل إذا عمت المهالك والسحاب الهاطل والغيث الهامل والبدر الكامل والدليل الفاضل والسماء الظليلة والنعمة الجليلة والبحر الذي لا ينزف والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة والروضة المطيرة والزهر الأريج والبدر البهيج والنير اللائح والطيب الفائح والعمل الصالح والمتجر الرابح والمنهج الواضح والطيب الرفيق والأب الشفيق مفزع العباد في الدواهي والحاكم والآمر والناهي مهيمن الله على الخلائق، وأمينه على الحقائق حجة الله على عباده ومحجته في أرضه وبلاده، مطهر من الذنوب مبرأ من العيوب مطلع على الغيوب، ظاهره أمر لا يملك، وباطنه غيب لا يدرك، واحد دهره وخليفة الله في نهيه وأمره. لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل. فمن ذا ينال معرفتنا أو يعرف درجتنا أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا؟ حارت الألباب والعقول وتاهت الافهام فيما أقول تصاغرت العظماء وتقاصرت العلماء وكلت الشعراء وخرست البلغاء ولكنت الخطباء وعجزت الفصحاء وتواضعت الأرض والسماء عن وصف شأن الأولياء.
وهل يعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء وشرف الأرض والسماء ؟ جل مقام آل محمد صلى الله عليه وآله عن وصف الواصفين و نعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين كيف وهم الكلمة العلياء، والتسمية البيضاء، والوحدانية الكبرى التي
أعرض عنها من أدبر وتولى، وحجاب الله الأعظم الاعلى.
فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول من هذا؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت؟ ظنوا أن ذلك في غير آل محمد، كذبوا وزلت أقدامهم، اتخذوا العجل ربا، والشياطين حزبا، كل ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة وحسدا لمعدن الرسالة والحكمة، وزين لهم الشيطان أعمالهم، فتبا لهم وسحقا،
كيف اختاروا إماما جاهلا عابدا للأصنام، جبانا يوم الزحام؟ والامام يجب أن يكون عالما لا يجهل، وشجاعا لا ينكل، لا يعلو عليه حسب ولا يدانيه نسب، فهو في الذروة من قريش والشرف من هاشم والبقية من إبراهيم والنهج من النبع الكريم، والنفس من الرسول، والرضى من الله، والقول عن الله.
فهو شرف الاشراف والفرع من عبد مناف عالم بالسياسة، قائم بالرياسة، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة، أودع الله قلبه سره، وأطلق به لسانه فهو معصوم موفق ليس بجبان ولا جاهل، فتركوه ياطارق واتبعوا أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله؟والامام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام علي ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات زائد الحسنات، عالم بالمغيبات خصا من رب العالمين، ونصا من الصادق الأمين. وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك. لأنهم معدن التنزيل ومعنى التأويل
وخاصة الرب الجليل ومهبط الأمين جبرئيل، صفوة الله وسره وكلمته، شجرة النبوة ومعدن الصفوة عين المقالة، ومنتهى الدلالة، ومحكم الرسالة، ونور الجلالة جنب الله ووديعته، وموضع كلمة الله ومفتاح حكمته، ومصابيح رحمة الله وينابيع نعمته السبيل إلى الله والسلسبيل والقسطاس المستقيم والمنهاج القويم والذكر الحكيم والوجه الكريم والنور القديم، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل خلفاء النبي الكريم وأبناء الرؤف الرحيم وأمناء العلي العظيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. السنام الأعظم والطريق الأقوم من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم، وإليه الإشارة بقوله: " فمن تبعني فإنه مني " خلقهم الله من نور عظمته وولاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأولياؤه المقربون وأمره
بين الكاف والنون إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون. علم الأنبياء في علمهم وسر الأوصياء في سرهم وعز الأولياء في عزهم كالقطرة في البحر والذرة في القفر، والسماوات والأرض عند الامام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ورطبها ويابسها، لان الله علم نبيه علم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الأوصياء المنتجبون، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون. وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والأرض؟ وإن الكلمة من آل محمد تنصرف إلى سبعين وجها، وكل ما في الذكر الحكيم والكتاب الكريم والكلام القديم من آية تذكر فيها العين والوجه واليد والجنب فالمراد منها الولي لأنه جنب الله ووجه الله، يعني حق الله وعلم الله وعين الله ويد الله فهم الجنب العلي والوجه الرضي والمنهل الروي والصراط السوي والوسيلة إلى الله والوصلة إلى عفوه ورضاه.سر الواحد والاحد، فلا يقاس بهم من الخلق أحد، فهم خاصة الله وخالصته وسر الديان وكلمته، وباب الايمان وكعبته وحجة الله ومحجته وأعلام الهدى ورايته وفضل الله ورحمته، وعين اليقين وحقيقته، وصراط الحق وعصمته، و مبدء الوجود وغايته، وقدرة الرب ومشيته، وأم الكتاب وخاتمته، وفصل الخطاب ودلالته، وخزنة الوحي وحفظته، وآية الذكر وتراجمته، ومعدن التنزيل ونهايته فهم الكواكب العلوية والأنوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية، في سماء العظمة المحمدية والأغصان النبوية النابتة في دوحة الأحمدية والاسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية، والذرية الزكية، والعترة الهاشمية الهادية المهدية أولئك هم خير البرية.فهم الأئمة الطاهرون والعترة المعصومون والذرية الأكرمون والخلفاء الراشدون والكبراء الصديقون والأوصياء المنتجبون والأسباط المرضيون والهداة المهديون والغر الميامين من آل طه وياسين، وحجج الله على الأولين والآخرين.اسمهم مكتوب على الأحجار وعلى أوراق الأشجار وعلى أجنحة الأطيار و على أبواب الجنة والنار وعلى
العرش والأفلاك وعلى أجنحة الاملاك وعلى حجب الجلال وسرادقات العز والجمال، وباسمهم تسبح الأطيار، وتستغفر لشيعتهم الحيتان في لحج البحار، وان الله لم يخلق أحدا إلا وأخذ عليه الاقرار بالوحدانية والولاية للذرية الزكية والبراءة من أعدائهم وإن العرش لم يستقر حتى كتب عليه بالنور:
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله.
عن الرضا صلوات الله عليه: فأسماؤه تعبير ، وأفعاله تفهيم ، وذاته حقيقة
بيان : الذات هنا بمعنى امير المؤمنين عليه السلام بمعنى الدالة على الحقيقة
، التي هي غيب منيع ، ومتعالية عن النعوت والاشارات ، ولفظ الحقيقة هنا للتفهيم وايصال العبارة ، اي يعني آتية على نحو التفهيم والتعبير لا على نحو الحقيقة ، فأذا قلنا على نحو الحقيقة اصبحت شيء
محدود مدرك ، وهذا بخلاف انها غيب منيع لا يدرك .
وقال الامام ذاته حقيقة ولم يقل ذاته الحقيقة لأنها غيب منيع فلم يعرفها
وذاته حقيقة هنا الذات بمعنى الدلالة على الحقيقة وتأتي بمعنى ضمير هو ومن هذا القبيل وهذا الضمير هو امير المؤمنين الدال على الله ذاته ( اي يعني الدلالة بأمير المؤمنين ) حقيقة ( الذات تدل على الحقيقة ) ولا الذات ذيتته ، الذات التي تذوت الذوات هي امير المؤمنين . بدليل قوله انا مذوت الذوات او مذوت الذات ، ولا الذات اي هنا الذات معرفة وعبر عنها بالذات التي هي في الحقيقة امير المؤمنين.
القسم الثاني :
هل ان امير المؤمنين ذات الله العليا كما ورد في مخطوطات عدة ؟
سنثبت هذا بعدة ادلة :
فقال: ما النفس اللاهوتية الملكوتية؟
فقال عليه السلام: (قوة لاهوتية، وجوهرة بسيطة، حية بالذات أصلها العقل منه بدأت وعنه دعت، وإليه دلت وأشارت، وعودتها إليه إذا كملت وشابهت، ومنها بدت الموجودات وإليها تعود بالكمال، فهي ذات العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق أبدا، ومن جهلها ضل وغوى) . فقال السائل: ما العقل ؟
قال عليه السلام: (جوهر دراك محيط بالأشياء من جميع جهاتها، عارف بالشئ قبل كونه، فهو علة للموجودات ونهاية المطالب)
السَّلامُ عَلَى الأَصْلِ القَدِيمِ وَالفَرْعِ الكَرِيمِ السَّلامُ عَلى الثَّمرِ الجَنِي ، السَّلامُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ عَلَي ،السَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ طُوبِي وَسِدْرَةِ المُنتَهى
من عرفها لم يشق ابدا : يا سلمان ويا جندب إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي بالنورانية
يا مفضل : الصورة التي يظهر بها الإسم من ضياء نوره أفضل من ضيائه الذي تشخص للخلق لينظروه، ودلهم على باريهم ليعرفوه، فهي صفة النفس، والنفس صفة الذات، فلأجل ذلك سمى بنفسه، لقوله تعالى:" ويحذركم الله نفسه". وإنما حذركم أن تجعلوه محدثا ومصنوعا كالمحدثات، لأن نور الذات قديم
غير محدث ولا مصنوع، ولو كان ذلك النور محدثا لكان الذات محدثا، وهذا هو الكفر.
فقلت يا مولاى تلك الصورة التي رئيت على المنابر تدعو من ذاتها الى ذاتها المعنوية وتصرح باللاهوتية قلت انها ليست كل البارى ولا البارى غيرها، فكيف لى علم هذا الموضع ؟. فقال: يا مفضل، تلك صفات النور وقمص الظهور ومعادن الإشارة وألسن العبارة حجبكم بها عنه، ودلكم بها عليه، لا هي هو ولا هو غيرها، محتجب بالنور، ظاهر بالتجلى ، كل يراه بحسب معرفته، ويتأمله بقدر طاقته، فمنهم من يراه قريبا، ومنهم من.
بيان : هنا يقول عليه السلام ، ان الذات العليا هي شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وفي احد الزيارات يقول عليه السلام ، السلام على ابي الحسن على السلام على شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، وهي نفسها الذي من عرفها لم يشق ابدا وهو امير المؤمنين الذي بمعرفته بالنورانية يعرف الله ، يقول احد السفهاء أن الذات العليا هنا ليس بمعنى ذات الله بل بمعنى انها ذات بمقام عالي ، هذا اشكال تافه الى ابعد الحدود ، سياق الكلام الذي يتكلم فيه الامام عن الله والامام
فلفظ الذات هو بين الله والامام وليس غيرهم فمن الغباء هنا ان تقول ان الذات هنا ليس بمعنى ذات الله لان السياق يقول ، لكن لا اشكال اتقبل قوله وبسهوله قادرين ان تثبت انهم ذات الله من خلال قوله هو .
هم عليهم السلام ذات خلقها الله وهذه الذات نور طاهر مطهر باعلى المقامات دلوا عليه فنسبهم الى نفسه ، فنقول انهم ذات الله بمعنى انها ملك الله وهي منسوبة له ، كما تقول بيت الله لطهارة هذا البيت تفسبه الله فذات ال محمد ايضا ذات طاهرة مطهرة باعلى المقامات دلوا على الله فنسبهم الى نفسه ، هل يوجد اشكال بهذا القول والامام الصادق عليه السلام يقول قولوا في فضلنا ما شئتم واجعلوا لنا رب نؤوب اليه ؟ ..
المحور الثالث : رد اشكالات بعض الجهال
س/ ابن الدليل عن ان ال محمد هم ذات الله بالمعنى التقريبي ؟
ج بغض النضر عن ان السؤال غلط ، لكن سأوضح مقصدنا من التعبير بهذه العبارة .
المراد هنا من استعمال لفظ انهم ذات الله بمعنى تقريبي ، او بمعنى انهم منسوبين له ، هو حتى تنفي
الوصول الى فكرة انهم عين ذات الله ، والعياذ بالله من ان نقول بهذا القول ، فنقول انهم ذات الله بمعنى تقريبي او بمعنى منسوبين له وليس بالمعنى الحقيقي انهم ذاته ، كما نقول ان عيسى روح الله ، هل عیسى نقول انه روح الله ، وانهم عليهم السلام ذات وانهم عليهم السلام ذات طاهرة مطهرة خلقها الله من نور ذاته ، وهذه الذات دلت عليه - ذات ال محمد - ، والمقام هذه الذات وطهارتها نسبناها الله
الله فعلا بالحقيقة له روح والروح غيره وهذه الروح ملازمة لذاته ؟ لا والعياذ بالله ، بل لرفعة مقام
فنقول ذات الله بمعنى انهم منسوبين او مملوكين الله ، المقامهم العالي عنده تعالى ، فنقول انهم ذاته بمعنى
تقريبي او بمعنى منسوبين له تعالى ، ولا تقول انهم ذاته بالمعنى الحقيقي فاصبحوا الله لا والعياذ بالله ،
والدليل على قولنا عدة احاديث لكن الامام الصادق عليه السلام اعطانا الجواز باي قول عنهم ، بدليل
قوله عليه السلام ، قولوا فينا ما شئتم واجعلوا لنا رب تؤوب اليه ، ونحن لم نجعلهم غير مخلوقين او جعلناهم بعرض الله لا والعياذ بالله بل لرفعة مقامهم نسبناهم الى الله سبحانه وتعالى ، بغض النضر ان
لفظة الذات تأت بمعنى دلالة ، اي انك عرفت شيء وتيقنت منه بغيره وانت هذا الشيء اصلا لم تراه لكن عرفت غيره فعرفته فهنا ايضا سنتطرق الى شرحه في موضع آخر ان شاء الله .
س | كيف تقولون ان ال محمد ذات الله ونفسه والامام يقول من تفكر في ذات الله كفر ؟
ج | اعلی درجات الجهل والغباء ، ان تشكل على شخص وانت لا تعرف معتقده ، لكن لا اشكال سنوضح قولنا في هذا الموضوع وفي هذا الحديث بشرح بسيط .
اولا يجب ان تعرف اننا نعتقد ان الذات لفظة مشتركة تحمل اكثر من معنى وليس ذي معنى واحد ، فهي تارة تأت بمعنى الله بمعنى هو الله ، وتارة تات بمعنى ال محمد وهذه الذات الدلالية ، اي انك
عرفت ودللت على شيء لم تراه بشيء اخر . فالمورد الأول للذات وهو انها تأت بمعنى الله بمعنى هو الله ، تتعرف عليها من خلال سياق الرواية ولا سيما روايات التوحيد ، ولفظ الذات هنا آت على نحو التفهيم وإيصال العبارة ، بالتعبير عن الله بهذه اللفظة كي نفهم ان الكلام المقصود هنا عن الله مثلا لم يزل الله عز وجل حي قديما سميعا .... لذاته ،
فهنا عبرنا بالذات عن الله كي نفهم ان هذه النعوت له عز وجل . واما المورد الثاني للذات فانها تأت بمعنى ال محمد بمعنى دالين عليه ، وسبق ان اثبتنا هذا الشيء في
مواضع سابقه . الآن نأت للحديث الذي هو من تفكر في ذات الله تزندق والى اخره من الفاظ هذا الحديث ، فالمقصود هنا بالتعبير بلفظ الذات هو الله وليس ال محمد ، مثال على ذلك التفكر هو مثلا تتفكر في ماهية الله التكوينيه ، او تقول مثلا ابن الله قبل ان يخلق الخلق والى اخره ، فكل سؤال عن الله باين
وكيف وكان ومكان والى اخره ، يعتبر تفكر في الله .
س | كيف تقولون ان ال محمد ذات الله ، والامام يقول ذاته حقيقه ، الله ذات علامة سميعة ... ،
والى آخره من الألفاظ ؟
ج/ أولا وذاته حقيقه ،
فأسماؤه تعبير ، وأفعاله تفهيم ، وذاته حقيقة
الذات هنا بمعنى امير المؤمنين عليه السلام بمعنى الدالة على الحقيقة
، التي هي غيب منيع ، ومتعالية عن النعوت والاشارات ، ولفظ الحقيقة هنا للتفهيم وايصال العبارة ،
اي يعني آتية على نحو التفهيم والتعبير لا على نحو الحقيقة ، فأذا قلنا على نحو الحقيقة اصبحت شيء محدود مدرك ، وهذا بخلاف انها غيب منيع لا يدرك .
وقال الامام ذاته حقيقة ولم يقل ذاته الحقيقة لأنتها غيب منيع فلم يعرفها
وذاته حقيقة هنا الذات بمعنى الدلالة على الحقيقة وتأتي بمعنى ضمير هو ومن هذا القبيل
وهذا الضمير هو امير المؤمنين الدال على الله
ذاته ( اي يعني الدلالة بأمير المؤمنين ) حقيقة ( الذات تدل على الحقيقة )
نص ورد في نهج البلاغة ، ولا الذات ذيتته
الذات التي تذوت الذوات هي امير المؤمنين
بدليل قوله انا مذوت الذوات او مذوت الذات
ولا الذات أي هنا الذات معرفة وعبر عنها بالذات التي هي في الحقيقة امير المؤمنين وبجمع الاحاديث
سوف تعرف ان الذات هم محمد وال محمد .
ثانيا ان الله ذات علامة سميعة .....
يجب ان تعرف اعتقادنا اولا قبل ان تشكل لكن لا اشكال سوف نوضح وجه من قولنا في هذا الحديث وتترك بعض وجوه الحديث لأسباب منها قصر العقول .
نبذة مختصرة الذات عندنا لفظة مشتركة تحمل اكثر من معنى ، فالمعنى الأول للذات هو الله ، والمعنى الثاني للذات الى محمد وهم الذات الدلالية اي انك عرفت ودللت على شيء لم تراه بشيء اخر فهم ذاته المعرفية الدالة عليه ، فالمقصود هنا من الذات هو الله - وجه اخر تأت الى محمد تتركه لقصر العقول .والذات تجل عن الاسماء والصفات والنعوت ، وهذه الذات علامة سميعة بصيرة قادرة قديمة بال محمد
، فهم يسمعون ويبصرون ويعلمون الله تعالى ، فمقصد كلامنا ان الذات هنا الله وليس الى محمد لانها لفظة مشتركة تحمل اكثر من معنى ، فتارة تات بمعنى ال محمد وتارة تات بمعنى الله ونعرف المقصد من خلال سياق الكلام .
المحور الرابع : تبيان جهل بعض السفهاء .
بعض الجهال يصنفون ان الذات بمعنى الله انها نعت ، لا اشكال لي بهذا القول لانه ليس كمثله شيء ، اذا كان على نحو التفهيم ، لكن المشكلة انهم يقولون ان هذا النعت على نحو الحقيقة وهذه كارثة ومصيبة في التوحيد .
في البداية يجب ان تعرف ما هو النعت وما هي اقسامه وما هو اصله . اولا النعت ، هو صفة من التوابع ، ويعد أعلى درجات الصفة وهي التمييز ، أي التمييز عن بقية الموصوفين بهذه الصفة ونفيهم امام المنعوت ، والنعوت الله تعالى ، مثل انه نور لا ظلمة فيه وعلم لا جهل فيه ، مثال على النعت ، نحن قلنا ان اصل النعت هو. صفة بفكرته وبكل شيء ، ، ا الصفة هي جوهر النعت ، ومثال ، عندنا تقول الله كريم ، فانت وصفته بالكرم وجعلته احد الكرماء واحد الموصوفين بصفة الكرم ، لكن عندما تقول الله الكريم فانت ميزته هنا وجعلته اكرم الكرماء ، اذ لا كريم غيره ، هذا هو النعت .
واقسام النعت قسمين ، نعت حقيقي ، ونعت سببي ، نذكرها للفائدة لا اكثر .
كما عرفنا ان النعت هو صفة من التوابع ، والتوابع اي المنسوبة لا بمعنى هو ، هذه أول مغالطة عندما يقولون ان الذات نعت والنعت هو الله واذا رفعنا النعت اصبح الله لا شيء ، فهنا النعت اصبح الله ،
وهو بخلاف ما جاءنا باللغة وفي نص الأحاديث ، انه من التوابع أي المنسوبة لا يمعنى هو . ورد نص في حديث الصورة الانزعية ، يقول مولانا الصادق عليه السلام يا مفضل إعلم ان الصفة غير الموصوف والنعت غير المنعوت والمكان غير المكون والنور غير المنير والقدرة غير القدير لأنه منه أبداها، وكذلك الإسم غير المعنى لأن المعنى متأحد بنوره متأنس الى خلقه حلقه . فهنا الامام يقول ان النعت غير المنعوت ، فكيف تقولون ان النعت هو الله والعياذ بالله .
مشكلتنا ليست ان الامام ينحت الله بل لا اشكال في هذا القول وهو قمة التوحيد اذا كان على المحو التفهيم فهنا تنفي تشبيه الله بشيء اخر وهو ليس كمثله شيء ، مشكلتنا هو انهم يقولون ان الامام ينعت الله على نحو الحقيقة ، فالنعت هو صفة لكن اعلى درجات الصفة وهي التمييز ، فهم هنا يقولون ان الله يصف لنا ذات الله بالشكل الحقيقي ، وهذا يعتبر تفكر في ذات الله بالنسبة للخلق ، لان الامام يكلم الناس على قدر عقولهم ، وفي موضع آخر يقول يقف الكلام عند الوصول الله ، ونص آخر من تفكر في ذات الله تزندق ، لان الذات غيب منيع، فكيف هو يكلمنا على قدر عقولنا ويقول من تفكر في ذات الله تزندق ، وفي موضع آخر هو يصف لنا ذات الله بالمعنى الحقيقي ، فهذا عين التناقض ، لان الذات غيب منيع سر خفي ، والامام يقول من تفكر في ذات الله تزندق ، وهو يكلمنا على قدر عقولنا فتناقض القول الأول مع القول الثاني ، فاصبحت كارثة في التوحيد .
ثانيا وردت عشرات الاحاديث في هذا الموضوع ومنها :
فليس الله عبد من نعت ذاته، ولا إياه وحد من اكتنهه ، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا به صدق من نهاه، ولا صمد صمده من أشار إليه بشئ من الحواس ، ولا إياه عني من شبهه، ولا له عرف من بعضه، ولا إياه أراد من توهمه.
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ليس له وقت محدود ، و لا أجل ممدود ، و لا نعت محدود .
الإمام العسكري (عليه السلام) : إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به ؟!جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون .
قال الرضا من آل محمد صلوات الله عليه : فليس عبد الله من نعت ذاته .
قال الرضا صلوات الله عليه : ولا صمد صمده من أشار إليه بشيء من الحواس .
إن الله سبحانه أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن عليا معه في السر المودع في فواتح السور، والاسم الأكبر الأعظم الموحى إلى الرسل من السر، والسر المكتوب على وجه الشمس والقمر والماء والحجر، وأنه ذات الذوات، والذات في الذات في الذات للذات، لأن أحدية الباري متنزهة عن الأسماء والصفات متعالية عن النعوت والإشارات .
في خطبة عنه عليه السلام في نهج البلاغة : عجز فى وصفه مَن يَصِفُهُ، وَ ضَلَّ فِي نَعَتِهِ مَن يَعرِفُهُ .
ورد نص في حديث الصورة الانزعية ، يقول مولانا الصادق عليه السلام يا مفضل إعلم ان الصفة غير الموصوف والنعت غير المنعوت والمكان غير المكون والنور غير المنير والقدرة غير القدير لأنه منه أبداها، وكذلك الإسم غير المعنى لأن المعنى متأحد بنوره متأنس الى خلقه خلقه .
دعاء مولانا السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية:
اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمُلْكِ الْمُتَأَبِّدِ بِالْخُلُودِ ، وَ السُّلْطَانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُودٍ وَ لَا أَعْوَانٍ ، وَ الْعِزِّ الْبَاقِي عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَ خَوَالِي الْأَعْوَامِ وَ مَوَاضِي الْأَزمَانِ وَ الْأَيَّامِ ، عَزَّ سُلْطَانُكَ عِزّاً لَا حَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّةٍ ، وَ لَا مُنْتَهَى لَهُ بِآخِرِيَّةٍ ، وَ اسْتَعْلَى مُلْكُكَ عَلُوّاً سَقَطَتِ الْأَشْيَاءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ ، وَ لَا يَبْلُغُ أَدْنَى مَا اسْتَأْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ أَقْصَى نَعْتِ النَّاعِتِينَ . ضَلَّتْ فِيكَ الصِّفَاتُ ، وَ تَفَسَّخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ ، وَ حَارَتْ فِي كِبْرِيَائِكَ لَطَائِفُ الْأَوْهَامِ ، كَذَلِكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَوَّلُ فِي أَوَّلِيَّتِكَ ، وَ عَلَى ذَلِكَ أَنْتَ دَائِمٌ لَا تَزُولُ ، وَ أَنَا الْعَبْدُ الضَّعِيفُ عَمَلًا ، الْجَسِيمُ أَمَلًا ، خَرَجَتْ مِنْ يَدِي أَسْبَابُ الْوُصُلَاتِ إِلَّا مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ ، وَ تَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الْآمَالِ إِلَّا مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ .......
والكثير والكثير من هذه الأحاديث القدسية الشريفة في نعته تعالى .
ثانيا هم يقولون ان الذات لفظة ذو معنى واحد روائيا وهو الله ، ولا تأت بمعنى اخر . وهذا بخلاف ما جائنا بالروايات ولو دانوا بهذا القول لكفروا والحدوا .
في حديث الصورة الانزعية يقول عليه السلام ، اني احذركم ان تجعلوا محمدا مصنوعا فتجعلوا الذات محدثا مصنوع.
هنا الامام قرن محمد بالذات ولو كان محمد مصنوع لكان الذات مصنوع ، فهنا يا ان تقول ان محمد هو
الله بناء على قولك الأول وهو ان الذات لفظة ذو معنى واحد وهو الله ، يا ان تسلم لقولي وجمع الاحاديث ان الذات هنا ليس الله بل ال محمد لانها لفظة مشتركة تحمل أكثر من معنى.
يقول عليه السلام والامام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدمي ومقام علي ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات زائد الحسنات، عالم بالمغيبات خصا من رب
العالمين، ونصا من الصادق الأمين.
يقول عليه السلام هنا عن الامام ، - فهو ملك الذات - ، وملك الشيء احتواه وقدر على التصرف به منفرد واستولى عليه ، فهنا يا ان تقول ان الامام احتوى وقدر على التصرف بالله واستولى على الله بناء
على قولك الأول وهو ان الذات لفظة ذو معنى واحد وهو الله ، يا ان تأخذ بجمع الروايات وتقران الذات لفظة مشتركة تحمل أكثر من معنى فالمعنى من الذات هنا ليس الله
يقولون بان الذات نعت وهذا النعت لو ابعدته عن الله يصبح وهم ، تثبت هذه النقطة اصلا في سنتطرق إليه بأحاديث العترة .
اولا لو سألنا هل لفظ الذات معناه الله ، سيجيب بنعم ، ثم نسأل وهذا المعنى متعلق بالله لو ابعدته لا صبح الله لا شيء ؟ سيجيب بنعم ، سنعرض هذا الكلام على روايات العترة ونرى النتيجة .
يقول الامام الرضا صلوات الله عليه: لو تعلقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع ولتحول من كونه دالا الى مدلولا عليه.
فهنا حسب كلام الامام ان الذي يدين بالكلام الاول هو كافر ملحد زنديق ، اولا لانه يقول بان الله نعوت ذاتية متلازمة للذات وهذه النعوت معاني وهي العلم والقدرة والحياة فكل منهم يحمل مفهوم ، وهذه المعاني متعلقه بذات الله او هي عين ذاته ، فلو ابعدت العلم لاصبح الله غير عالم واذا ابعدت القدرة لاصبح الله ضعيفا فهذه المعاني متعلقه بذات الله ، ثانيا يقول بان لفظ الذات متعلق بالله ولو ابعدناه عن الله لاصبح الله لا شيء ، فلفظ الذات معناه الله وهذا المعنى متعلق بالله والامام يقول لو تعلقت به المعاني لقامت فيه آية المصنوع ولتحول من كونه دالا الى مدلولا عليه.
ويقولون ان لفظ الذات هو نعت وهذا النعت متعلق بالله ، فلو لاحظنا ان هذا اللفظ متكون من عدة احرف وهي ، ذات ، فسنعرض هذا الكلام على روايات العترة ونرى النتيجة.
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف وهو عز وجل بالحروف غير منعوت وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير مجسد ، وبالتشبيه غير موصوف
الامام يقول ان الله عز وجل بالحروف غير منعوت ، فكيف انتم تقولون ان لفظ الذات نعت وهذا النعت حقيقي ، وهذا النعت متعلق بالله ، والإمام يقول انه عز وجل بالحروف غير منعوت وباللفظ غير منطق ، فسقط كل كلامكم امام كلام الامام .
قناة المنتقم عليه السلام
اعداد جنود المنتقم عليه السلام